TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"حدث الأسبوع".. أزمات السياسة تهيمن على الأسواق العالمية

"حدث الأسبوع".. أزمات السياسة تهيمن على الأسواق العالمية

من - سالي إسماعيل:

مباشر: أزمات سياسية تصدرت المشهد داخل الأسواق العالمية؛ لتكون هي الحدث الأبرز خلال الأسبوع الماضي.

وعلى مدى الـ7 أيام الماضية، اشتعلت المخاوف التجارية مجدداً مع التهديدات المتواصلة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الصين وتلميحات بتحقيق مزايا أمريكية مقابل استثناء الاتحاد الأوروبي من تعريفات الصلب والألومنيوم.

كما احتلت مكانة هامة ضمن أحداث الأسبوع المنقضي أزمة أخرى بين ثاني أكبر اقتصاد أوروبي وبلاد الدب الأبيض بشأن عملية تسمم الجاسوس مع تدخل حلفاء للملكة المتحدة وسط مطالبات بتفسير واضح.

قرارات ترامب

قرارات عديدة أطلقها خلال الأسبوع الماضي الرئيس الذي قالت عنه المرشحة السابقة بالانتخابات الرئاسية "هيلاري كلينتون" إن "الولايات المتحدة لا تستحق هذا الرئيس"، لكن على الرغم من ذلك يحذر تقرير صادر عن شركة "بيمكو" لإدارة الأصول من أن القرار الذي سوف يثير هزة في الأسواق العالمية لم يحدث بعد.

وفي مساعي نحو تحقيق مزايا تجارية، أكد ترامب أن وزير التجارة "ويلبر روس" سيجري محادثات مع ممثلين من الاتحاد الأوروبي بشأن إلغاء التعريفات الضخمة والحواجز المستخدمة ضد الولايات المتحدة.

وتعني هذه الخطوة أن الرئيس فتح الباب للتفاوض حول التعريفات الجمركية مع الاتحاد الأوروبي بشأن رسوم الصلب والألومنيوم الجديدة والبالغة 25% و10% على الترتيب.

لكن في المقابل يشهد الاتحاد الأوروبي مطالبات بضرورة الرد على أيّ تعريفات أمريكية، حسبما صرح وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي "برونو لو مير"، مشيراً إلى إمكانية الانتقام عبر التشارك مع دول من خارج الكتلة.

ومن المتوقع أن تؤثر زيادة الحمائية التجارية بشكل سلبي على الثقة والاستثمارات والوظائف، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي طالب الحكومات التي تعتمد على إنتاج الصلب بتجنب التصعيد والاعتماد على الحلول العالمية.

من جهة أخرى، أثارت تقارير مختلفة القلق من جديد بشأن حزمة قرارات تجارية ينوي الرئيس دونالد ترامب تطبيقها على الصين تتضمن تعريفات غير محددة وقيود على الاستثمار.

وبفعل السياسات التجارية الحمائية التي يتبعها ترامب، شغلت التحذيرات حيزاً من تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الشهري والصادر في الأسبوع الماضي، حيث تشير إلى هذه الخطوات بأنها ستمثل تهديداً أمام زخم نمو الاقتصاد العالمي كما تؤدي إلى خفض الطلب على النفط.

وتؤثر الأوضاع السياسية المتوترة في قيمة العملة وكذلك في سوق الأسهم، حيث ترى مذكرة بحثية صادرة عن "ويلز فارجو" أن الدولار الأمريكي سيعاني مزيدا من الآلام خلال عام 2018.

وفي الأسبوع الماضي، بينما حقق الدولار مكاسب أسبوعية بلغت 0.8%، إلا أن "وول ستريت" شهدت خسائر أسبوعية كما فقد "داو جونز" الصناعي 389 نقطة.

تسمم الجاسوس ونجلته

أما الصراع السياسي الثاني فتمثل في العثور على جاسوس ونجلته في لندن في حالة حرجة بعد إصابتهم بالتسمم نتيجة نوع من غاز الأعصاب طورته روسيا كما تدعي بريطانيا، لكن موسكو تنفي هذا الاتهام بشدة.

وكانت الشرطة البريطانية عثرت على الجاسوس "سيرجي سكريبال" ونجلته "يوليا" في منطقة "ساليسبري" جنوب غرب لندن في حالة خطيرة بعد إصابتهما بواسطة نوع من غاز الأعصاب من الدرجة العسكرية طورته روسيا، حسبما تزعم المملكة المتحدة.

وخلال حديثها في مجلس العموم البريطاني، أعلنت رئيسة وزراء المملكة المتحدة تريزا ماي أنه "من المرجح بشدة" أن تكون روسيا هي المسؤولة عن تسمم الجاسوس السابق ونجلته.

ومنحت "ماي" الجانب الروسي مهلة لا تتجاوز اليومين من أجل تقديم تفسير واقع حول الحادث، لكن وزير الخارجية الروسي "فاسيلي تيتوف" نفى أن تكون لموسكو صلة بهذا الأمر رافضاً الرد على إنذارات لندن دون الحصول على عينات من المادة الكيميائية الموجودة في التحقيق البريطاني.

كما وصف الوزير الروسي اتهامات الحكومة البريطانية بأنها "استفزاز علني".

في حين اعتبر وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن مونشين" الاستخدام الأخير لعامل أعصاب من الدرجة العسكرية في محاولة لقتل اثنين من المواطنين البريطانيين كان علامة على سلوك متهور وغير مسؤول من قبل الحكومة الروسية.

وفي إشارة نحو دعم بريطانيا، أصدر قادة ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة بياناً مشتركاً عبروا خلاله عن تضامنهم مع المملكة المتحدة في أول استخدام لغاز الأعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مؤكدين أن الحادث "يهدد أمن الجميع".

كما عبر دونالد ترامب عن استعداده تقديم كافة المساعدات التي قد تطلبها المملكة المتحدة من أجل إجراء تحقيقها في قضية التسمم في مكالمة هاتفية مع "تريزا ماي" كما اتفقا على الحاجة إلى تطبيق عقوبات على مستخدمي هذه الأسلحة.

وقررت "ماي" طرد 23 دبلوماسياً روسياً رداً على عملية تسمم الجاسوس، مع اعتزامها التحرك لتجميد أوصول روسية، وهو القرار الذي قوبل من جانب وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" بالتعهد بطرد الدبلوماسيين البريطانيين قريباً مشيراً إلى أن إتهامات بريطانيا "غير مقبولة".

تغيير في المناصب

تغيير مفاجئ وغير مبرر في مناصب المراكز الهامة بالاقتصاد الأكبر عالمياً جذب اهتمام المستثمرين في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى إعادة تأييد منصب آخر للمرة الرابعة.

وأصدر الرئيس الأمريكي قراراً بتعيين "مايك بومبيو" مدير مكتب الاستخبارات المركزية في منصب وزير الخارجية بدلاً من "ريكس تيلرسون" دون تقديم أسباب واضحة حول سبب هذا التعديل.

ورغم أن وكيل وزارة الخارجية الأمريكي "ستيف جولدشتاين" صرح بأن "تيلرسون" لم يتحدث مع الرئيس ولم يكن على دراية بالسبب وراء إقالته، إلا أن دونالد ترامب أوضح في مؤتمر مع المراسلين أن الخلافات حول السياسات الخارجية كانت السبب وراء حركة الاستبدال.

وكتب ترامب في تغريدة عبر "تويتر" أن "بومبيو" سوف يصنع عملاً رائعاً في منصبه الجديد وتوجه بالشكر إلى "تيلرسون".

كما قرر رئيس الولايات المتحدة تعيين "جينا هاسبل" مديرة لمكتب الاستخبارات المركزية "سي.آي.إيه" لتكون أول سيدة تتولى مهام هذا المنصب.

وفي بداية الأسبوع الماضي، قطع "ريكس تيلرسون" زيارته الدبلوماسية الأولى إلى أفريقيا ليعود إلى واشنطن من أجل التعامل مع وضع عاجل في واشنطن، حسبما أعلن حينذاك.

وعقب القرار بعدة ساعات، أعلن وزير الخارجية الأمريكي الذي تم إقالته أنه سوف يفوض الرجل الثاني في الوزارة "جون سوليفان" للقيام بمهام مسؤولياته على أن يتنحى نهائياً عن المنصب بنهاية مارس الجاري.

وأكد البيت الأبيض أن "لاري كودلو" سوف يشغل منصب كبير الاستشاريين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي ليحل مكان "جاري كوهن" الذي تقدم باستقالته مؤخراً على خلفية قرار التعريفات الجمركية.

وفي أولى تصريحاته بعد اختياره للمنصب، قال "كودلو" إن الدولة العظيمة تحتاج إلى عملة قوية نافياً أية مزاعم قد تشير إلى عدم تفضيل ترامب للدولار القوي والمستقر.

أما في أكبر اقتصاد أوروبي، صوت 364 عضواً من أصل 709 أعضاء داخل البرلمان الألماني لصالح المستشارة أنجيلا ميركل لتشغل المنصب للمرة الرابعة، بعد 5 أشهر من حالة عدم اليقين السياسي في أكبر اقتصاد أوروبي هي الأطول في تشكيل حكومة منذ الحرب العالمية الثانية.

التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

"التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016"، عنوان جديد يجسد أزمة سياسية احتلت مكانة هامة في اهتمامات المستثمرين والأسواق على حد سواء.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجمهوريون بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي انتهاء التحقيق بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة لعام 2016.

ورغم أن اللجنة توصلت بعد أكثر من عام من التحقيق إلى نتيجة مفادها سعي روسيا للتأثير على الانتخابات عبر نشر دعاية وتقارير كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكنها أشارت كذلك إلى عدم سعي موسكو لمساعدة ترامب.

ورداً على النتائج التي توصل لها المشرعون في الولايات المتحدة، أعلنت وزراة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على 5 كيانات و19 شخصاً من الجانب الروسي بسبب هجمات إلكترونية تتعلق بأزمة التدخل في الانتخابات الرئاسية 2016.

واعتبرت موسكو هذا الإجراء هو نتيجة للعناد السياسي الأمريكي وانعدام الرغبة في إدارك الحقيقية، كما أعلن نائب وزير خارجية روسيا "سيرجي ربابكوف" اعتزام بلاده توسيع القائمة السوداء لمواطني الولايات المتحدة مؤكداً أن التدابير الانتقامية ليست خيار روسي.