TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"الجلد في اللعبة".. لا تثق إلا في شركاء الصفقة

"الجلد في اللعبة".. لا تثق إلا في شركاء الصفقة

من – نهى النحاس:

مباشر: "الجلد في اللعبة" عنوان كتاب صدر مؤخراً عن الكاتب "نسيم طالب" ومن المتوقع أن يدخل ضمن قائمة الكتب الأفضل مبيعاً، كما هو معتاد عن الكاتب الذي يُثير الجدل دائماً بنظرياته الاقتصادية.

و"الجلد في اللعبة" هو مصطلح يشير إلى المالكين والمديرين الذي لديهم حصة استثمارية كبيرة في مؤسسة ما، وبالتالي فعندما يبدوا آرائهم في هذا الكيان فأن ذلك ينبع من خبرتهم به وتواجدهم فيه وتضررهم أو استفادتهم الشخصية.

واكتسب هذا المصطلح شهرته نتيجة استخدامه بواسطة الملياردير الأمريكي "وارن بافيت".

وتدور فكرة الكتاب الرئيسية التي يبلغ عدد صفحاته 272 صفحة، عن نبذ الأفكار المتعلقة بالمعتقدات القديمة الخاصة بمن يقود الاستثمارات المالية، حيث يرى أن الثراء مسئولية تقع على الشخص نفسه الذي يجب أن يتحمل المخاطر الخاصة به ودفع ثمن الخسائر المتعلقة به.

ويرى الكاتب الاقتصادي من أصل عربي أنه لا يمكنك أن تصنع أرباحك الخاصة وتنقل للآخرين الإحساس بالمخاطر مثلما تفعل البنوك وكبرى الشركات.

وعليه فيرى "طالب" أن كل صحفي أو كاتب أو اقتصادي ليس جزء من الحياة النشطة فهو "أحمق وعابث"، وليس فقط في المسألة الاقتصادية إنما بوجه عام أي شخص ليس بداخل اللعبة عليه أن يتحمل عواقب أي رأي يدلي به ويتبعه شخص آخر.

ويدعم الكتاب وجهة فيما يتعلق بأن القواعد الأخلاقية ليست ذات معيار عالمي، حيث أنها لاتزال أصغر من الإنسانية بشكل عام "أنت جزء من مجموعة أكبر منك".

ويعتقد الكتاب بأن الأقليات وليس الأغلبية هي من تدير العالم، "أقليات عنيدة تفرض أذواقها وأخلاقها على الآخرين".

ويحذر كتاب "الجلد في اللعبة" من الحلول الاقتصادية التي يقدمها المحللون، ويرى أن الحلول البسيطة تعمل بشكل أفضل من نظيراتها المعقدة في كثير من الأحيان.

ويرى "نسيم طالب" أن مصطلح الجلد في اللعبة هو العمود الفقري لإدارة المخاطر، لكنها وجهة نظر غنية على نحو مدهش، ويحذر من "عدم الثقة في أي شخص ليس لديه "الجلد في اللعبة..فالحمقى والمحتالون سوف يستفيدون".

ويدعم الكاتب الأمريكي اللبناني وجهة نظره بأمثلة حيث يرى أن مسئولي البيت الأبيض لا يمكنهم أن يتخذوا قرارات بشأن إطلاق القنابل في العراق وهم في منازلهم المريحة ومع أطفالهم.

والأمر نفسه بالنسبة للسياسيين الغربين الذين ينتقدون التدخل في ليبيا، فهم ليس لديهم جلد في اللعبة، لكن مواطني بني غازي هم من بيدهم القرار فهم من تعرضوا للقصف ويعيشون داخل الموقف.

كما أن هناك حمقى ومحتالين لكنهم في الوقت نفسه "لديهم الجلد في اللعبة"، حيث يرى أن معظم الأشخاص العقلاء اتفقوا لبعض من الوقت على أن المصرفيين بحاجة إلى مسئولية شخصية إذا كانوا سيتخذون خيارات مسؤولة.

كما يرى الكاتب أن الأشخاص الذين يستخدمون لهجة كريهة على "تويتر" ليشيروا إلى أنهم أحرار وأكفاء هو تفسير آخر إلى أنهم يلجئون إلى مضايقة الآخرون لإخفاء حججهم.

و"الجلد في اللعبة" ليس الكتاب الأول لنسيم طالب، فقد سبق ونشر كتاب "خدع من العشوائية" في عام 2000، ثم تبعه كتاب "البجعة السوداء" الذي ظهر قبل الأزمة العالمية فترة قصيرة.

وفي البجعة السوداء تحدث "طالب" عن الأشياء المميزة وغير متوقعة، حيث يرى أن أحداث البجعة السوداء من المستحيل التنبؤ بها ولها لها تداعيات كارثية، وأنه من الهام أن يفترض الناس دائماً حدث البجعة السوداء مهما كان ويخططوا وفقاً لذلك.

وفي الفصلين الآخيرين من الكتاب يجمع "طالب" أفكاره معاً حيث يرى أنه كلما زاد "الجلد في اللعبة لديك" كلما زاد تعرضك المحتمل لـ"البجعة السوداء"، ويدعو إلى عدم الاهتمام بما يقوله الناس بل فقط بما يفعلونه.