TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

نظرية "سوق الليمون".. كيف تفسر انهيار الأسواق المالية؟

نظرية "سوق الليمون".. كيف تفسر انهيار الأسواق المالية؟
من - سالي إسماعيل:
 
مباشر: شهدت أسواق الأسهم العالمية خسائر حادة بالأسبوع الماضي هي الأسوأ في عامين، وسط اعتقاد متزايد أنها لا تزيد عن "حركة تصحيحية بعد صعود قياسي".
 
ومع الهبوط القوي الذي خيم على البورصات العالمية وسط تقلبات واسعة في الأسبوع المنقضي، الأمر الذي يعيد للأذهان نظرية "سوق الليمون" التي تناقش لحظات عدم اليقين.
 
ماذا تعني النظرية؟
 
تفترض نظرية "سوق الليمون" أنه داخل الأسواق يمتلك البائعون معلومات أكثر من المشترين حول جودة المنتج، الأمر الذي يؤثر على اتخاذ القرار.
 
كما ترى أن المنتجات ذات الجودة المنخفضة قد تضغط على نظيرتها ذات الجودة المرتفعة في هذه الأسواق، وبالتالي ستتأثر أسعار المنتجات عالية الجودة بالسلب كنتيجة لذلك.
 
وفي الأساس، تناولت الدراسة البارزة دور المعلومات غير المتناسقة في سوق السيارات المستعملة أو كما يشار إليها في الولايات المتحدة بأنها "سوق الليمون" والتي توضح العقبات التي تتعرض لها الأسواق بعيداً عن النظريات الاقتصادية الثابتة.
 
وتشير نظرية الحائز رقم 18 على جائزة نوبل إلى أنه كما يحدث في سوق السيارات المستعملة فإن كلاً من البائع والمشتري يعملان بمقتضى معلومات مختلفة أو غير متماثلة.
 
وفي ظل عدم قدرة المشتري التمييز بين أنواع السيارات فإنه سيفترض أن كل السيارات متوسطة الجودة، وبالتالي سيحدد سعر يعبر عن رؤيته هذه ولن يقبل سداد أكثر منه.
 
ومع استفادة البائعين الذين يعرضون سيارات منخفضة الجودة من الافتراض الخاص بالمشترين، فإن هؤلاء الذين يمتلكون سيارات جيدة سيفضلون الخروج من السوق لأن هذا التوقع يقلل من القيمة الحقيقية لممتلكاتهم.
 
وبالتبعية، ستدفع المنتجات الأقل جودة نظيرتها الأفضل خارج السوق.
 
من هو صاحب نظرية "سوق الليمون"؟
 
جورج أكرلوف George A. Akerlof هو واضع أسس نظرية " The market for Lemons" عبر دراسته الشهيرة "سوق الليمون: جودة عدم اليقين وآلية عدم اليقين" التي نشرها في عام 1970 لكنه لم يحظ بالاهتمام إلا بعد حصوله على جائزة نوبل.
 
وأكرولف هو أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي الأمريكية، أو "مواطن المهنة" كما يلقبه زملاؤه.
 
وحاز على درجة البكالوريوس من جامعة ييل في عام 1962 ودرجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1966.
 
كما حصل "أكرلوف" على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2001 بالمشاركة مع الأمريكيين "مايكل سبنس" و"جوزيف ستيجلز" عن تحليل بشأن الأسواق مع أسلوب من المعلومات غير المتماثلة.
 
وجورج أكرلوف الذي ولد في 17 يونيو 1940 هو زوج جانيت يلين رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الراحلة عن منصبها في فبراير الجاري.
 
وتقول يلين عن "أكرلوف" إنه يمتلك بصيرة حقيقية بشأن المشاكل البشرية بالإضافة إلى ما قد يفسر الظواهر الاجتماعية، وأضافت أنه من الرائع العمل معه.
 
ويشبه "جورج أكرلوف" أصحاب النظريات الاقتصادية بالطهاة الفرنسيين فيما يتعلق بالطعام حيث قاموا بتطوير نماذج معروفة بمكوناتها المحدودة ببعض القواعد غير المكتوبة.
 
كيف تفسر النظرية هبوط الأسهم؟
 
تشير نظرية "سوق الليمون" إلى أنه في أوقات عدم اليقين والتقلبات الحادة يفقد المستثمرون الثقة في معلوماتهم السابقة بشأن جودة السهم.
 
وفي تحليل نشرته "بلومبرج فيو" للاقتصادي محمد العريان حول دروس من التقلبات العنيفة للأسهم، يؤكد أنه من الصعب تحديد الجودة عندما تكون الأسواق صاخبة للغاية والتقلبات كبيرة مدعماً رؤيته بنظرية "سوق الليمون".
 
وأشار العريان إلى أنه في أوقات الذعر يصبح من الصعب للغاية معرفة "الجودة" مع الصخب وموجة البيع القوية، وحينها يتم معاملة الشركات الكبرى مثل "الليمون".
 
وكانت حالة من التذبذب الشديد تسيطر على سوق الأسهم العالمية بين الصعود والهبوط ما دفع البورصات العالمية لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي في عامين تقريباً.
 
وسجلت " وول ستريت" خسائر أسبوعية تجاوزت 5% ليكون أسوأ أداء أسبوعي منذ يناير 2016 كما فقدت البورصات الأوروبية 5% من قيمتها بينما سجلت مؤشرات الأسهم اليابانية خسائر قدرها 8%.
 
وبالتزامن مع خسائر أسواق الأسهم، تجاوز مؤشر " في.إي.إكس" لتقلبات السوق والذي يطلق عليه "مؤشر الخوف" مستوى 50 نقطة بتعاملات الأسبوع الماضي ليكون أعلى مستوى منذ أغسطس 2015.