TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

عام تاريخي للمليارديرات.. 1% من السكان يحصدون 82% من الثروة

عام تاريخي للمليارديرات.. 1% من السكان يحصدون 82% من الثروة
من: محمد سليمان
 
مباشر: "يجب مكافأة العمل وليس الثروة".. لخص تقرير حديث أزمة تفاوات الدخول حول العالم بهذه العبارة، بعد أن كشف أن عام 2017 شهد أكبر زيادة في عدد المليارديرات في التاريخ، لترتفع أعدادهم بمقدار شخص واحد كل يومين.
 
وأعلنت مؤسسة "أكسفوم" عبر تقرير صادر اليوم الاثنين، أن قيمة ثروات المليارديرات حول العالم ارتفعت بنحو 762 مليار دولار خلال الإثني عشر شهراً الماضية، وهو ما كان كافياً لإنهاء الفقر المدقع حول العالم 7 مرات.
 
واستحوذ أغنى 1% من سكان العالم على 82% من الثروات الناشئة في العام الماضي، بينما لم يحصل أقل 50% من أصحاب الدخول على أي شئ من هذه الزيادة.
 
وشهدت أسعار الأصول من العقارات والأسهم حتى السندات وحتى العملات الإلكترونية مكاسب قياسية خلال العام الماضي، مع استمرار سياسات تحفيزية في عدة اقتصادات كبرى حول العالم.
 
أرقام وحقائق
 
شهد العام الماضي زيادة تاريخية في عدد المليارديرات حول العالم، حيث بلغ عددهم بنهاية العام 2043 مليارديراً.
 
واستحوذ الرجال على قائمة المليارديرات حول العالم، حيث إن 9 من كل 10 من الرجال.
 
وأشار مسح أجرته "أكسفوم" شمل 70 ألف شخص في 10 دول إلى أن أ أكثر من 75% من المشاركين يوافقون على أن الفجوة في الدخول بين الأغنياء والفقراء في بلدانهم "ضخمة للغاية".
 
ويمتلك أغنى 1% من سكان العالم ثروات تتجاوز ما يمتلكه باقي سكان العالم أجمع، كما أن بيانات صادرة عن "كريدي سويس" أظهرت أن 42 شخصاً يمتلكون ثروات توازي 3.7 مليار شخص.
 
وخلال الفترة بين عامي 2006 و2015 شهد العمال ارتفاعاً في دخولهم بمتوسط 2% سنوياً فحسب، بينما ارتفع دخل الأثرياء بنحو 13%، أيّ ما يعادل 6 أمثال العمال.
 
في الولايات المتحدة مثلاً، تساوي ثروة أغنى 3 أشخاص مقدار ما يملكه أفقر 50% من عدد السكان (أيّ ما يوازي 160 مليون شخص تقريباً).
 
وفي نيجيريا، بلغت الفوائد على ثروة أغنى شخص في العالم خلال عام واحد ما يكفي لإنهاء الفقر المدقع لنحو مليوني شخص.
 
كيف وصلنا هنا؟
 
تنشأ أزمة تفاوات الدخول بفعل تطورات متعلقة بالجانبين معاً؛ تراجع الدخل المتاح للفقراء وارتفاع قيمته لدى الأثرياء، ما يتسبب في الاتساع المستمر للفجوة بين الجانبين.
 
وفيما يخص الفقراء، تبرز الأزمة في تراجع الرواتب وشروط العمل المنصفة بالنسبة لجانب غير يسير من العمال خاصة السيدات.
 
في حين أن الأثرياء يحصلون على فوائد وأجور تتجاوز مايحصل عليه الفقراء، خاصة حاملي الأسهم والمديرين التنفيذيين.
 
وفي جنوب أفريقيا مثلاً، يحصل 10% من السكان على نصف الأجور، بينما يكتفي أدنى 50% بـ12% فحسب من إجمالي الدخول.
 
كما أن المديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة يحصلون في يوم واحد تقريباً على مثل ما يحصل عليه العامل العادي في عام كامل.
 
وعلى الجانب الآخر، لا يمكن تبرير فجوة الدخل بالموهبة والمخاطرة والجهد فحسب، وإنما توجد دلائل على مساهمة الميراث والاحتكار والتقارب مع الحكومات في هذا التفاوت.
 
ويعتبر الميراث مسؤول عن ظهور نحو ثلث ثروات المليارديرات حول العالم، كما أنه من المتوقع على مدار العشرين عاماً المقبلة أن تتحول ثروات 500 من أثرياء العالم بقيمة 2.4 تريليون دولار إلى ورثتهم.
 
كما تداخل الاحتكار في زيادة فجوة الدخول بين الملاك وحاملي الأسهم من جانب، وباقي المشاركين في الاقتصاد من جهة أخرى.
 
وتساهم التدابير الضريبية في تزايد فجوة الدخل بين الأثرياء والفقراء، حيث يستفيد الأغنياء من خفض الضرائب على الأفراد والشركات التي يملتكها حاملي الأسهم وملاك هذه المؤسسات.
 
وأظهرت تسريبات بنما ومستندات باراديس أن الأثرياء يخفون 7.6 تريليون دولار على الأقل من سلطات الضرائب.
 
وكانت الولايات المتحدة قد أقرت مؤخراً خفضاً ضريبياً على الأفراد والشركات، وسط معارضة من جانب بعض الاقتصاديين بشأن تأثير هذه الخطوة على تفاوات الدخل في البلاد.