من: محمود جمال

 دبي - مباشر: رجح محللون أن تتأثر إيرادات شركات قطاع النقل العاملة في السوق الإماراتي، بحركة أسعار النفط خاصة بعدما تجاوزت حاجز الـ70 دولاراً.

وقال المحللون إن نتائج الشركات خلال الربع الأخير من العام 2017 ستتباين فيما بينها وفقاً لتعاقدات البنزين والسولار، التي تعد أبرز مدخلات الإنتاج.

وشهدت أرباح قطاع النقل الإماراتي خلال الربع الثالث من العام الماضي تراجعاً بلغت نسبته 5% إلى 458.1 مليون درهم مقابل 480.5 مليون درهم بالفترة نفسها من 2016.

وخلال التسعة الأشهر من العام الماضي تراجعت أرباح القطاع بنسبة 4% إلى 913.6 مليون درهم مقابل 955 مليون درهم بالفترة نفسها من 2016.

وخلال الربع الرابع من العام الماضي قفزت أسعار النفط ليرتفع خام برنت 14% بالغاً 66.8 دولار للبرميل، وصعد الخام الأمريكي 14% إلى  60.42 دولار للبرميل.

ارتفاعات النفط

وقال فادي الغطيس، الرئيس التنفيذي لدى مايندكرافت للاستشارات، إن النتائج المتوقعة ستكون متفاوتة بين تلك الشركات في نهاية الربع الرابع لاختلاف النشاط داخل القطاع، ومدى تأثرهم بارتفاعات النفط الأخيرة.

وقطاع النقل يضم عدة أنشطة شركات تتخصص في مجال الطيران، وشركات نقل للخدمات اللوجستية كأرامكس، وشركة متخصصة في مجال نقل البضائع بحرياً.

وبين فادي الغطيس أن مدى تأثر تلك الشركات بأسعار النفط سواء مباشرة أو غير مباشرة هي التي سترسم نتائج القطاع بالربع الرابع وبنهاية العام الماضي.

وقال  إن التكهنات باستمرار ارتفاعات النفط ستزيد لا محالة الضغط والتكلفة على شركات النقل كأرامكس والخليج للملاحة.

وأشار إلى أن الخليج للملاحة توائمت مع قرارات المقاطعة الاقتصادية بين قطر وبعض دول الجوار وهو الذي كان يؤثر عليها خلال الفترة الماضية من الناحية التشغيلية..

وأكد أن الشركة نجحت في إعادة الهيلكة، ومن المتوقع أن تتجه إلى التعافي مجدداً، وبالتالي تعود أرباحها لطريق النمو.

هبطت أرباح الخليج للملاحة في نهاية الربع الثالث من العام الماضي 90%، بالغاً 12 مليون درهم، كما انخفضت بالتسعة الأشهر الأولى 76%، إلى 30.9 مليون درهم.

وقررت دولة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، في مطلع يونيو الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق حدودها معها نظراً لخلاف سياسي.

العربية للطيران

ومن جانبه، لفت طارق قاقيش، مدير إدارة الأصول لدى شركة مينا كورب، لـ"مباشر"، إلى أن العربية للطيران ستحقق نتائج جيدة خلال الربع الرابع 2017 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق له مع زيادة في الإيرادات في ظل ارتفاع أعداد المستخدمين لطائراتها خلال موسم الصيف والعطلات الرسمية من العام الماضي.

وخلال الربع الثالث من العام الماضي، سجلت العربية للطيران أرباحاً صافية فاقت توقعات المحللين وبلغت 364.5 مليون درهم، بزيادة 25%، مقارنة بـ 291.5 مليون درهم أرباح الفترة ذاتها من العام الماضي، كما نجحت أرباحها في تسجيل نمو بـ 16% لـ 612.3 مليون درهم خلال التسعة الأشهر الأولى من العام الماضي.

وأشار قاقيش إلى أن العربية للطيران مازالت تحقق نسباً مرتفعة في نسب تشغيل السعة الاستيعابية للطائرات التابعة لها والتوسع في وجهات جديدة.

وتوقع عادل العلي، الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران، أن ينمو حجم أسطول شركته بنسبة 35% نهاية 2017، وأن تسجل شركته أداءً قوياً في فصل الصيف، مؤكداً أن نسبة نموها ستكون جيدة نهاية الربع الرابع من العام الماضي. مضيفاً أنها نجحت في إضافة 12 وجهة جديدة.

ولفت طارق قاقيش إلى أن من أبرز العوامل الإيجابية التي تدعم نتائج العربية للطيران التحوط من ارتفاع أسعار النفط الذي قامت به مؤخراً.‏

محمد العبار و"أرامكس"

وأما عن نتائج أرامكس، فتوقع طارق قاقيش أن تشهد بعض الضعف للربع الرابع نتيجة ارتفاع التكاليف في ظل ارتفاع أسعار النفط. 

وكانت النتائج المالية لشركة أرامكس  أظهرت ارتفاعاً بأرباحها في الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 13% لتبلغ نحو 81.6 مليون درهم.

ولفت قاقيش إلى أن النتائج ستتأثر إيجاباً في الفترات القادمة بدخول محمد العبار في مجلس الإدارة، والذي يمتاز بخبرة واسعة، حيث يتوقع أن إطلاق منصة نُون للتجارة الإلكترونية للتسوق ستدعم أعمال شركة أرامكس في الفترة القادمة.

وعينت شركة أرامكس، في سبتمبر الماضي، محمد العبار عضواً في مجلس الإدارة بعد أن كشفت في  وقت سابق عن استقالة عضو مجلس إدارتها طارق بن هندي.

ويملك العبار شركات استثمار اشترت، في يوليو الماضي، حصة مجمعة بلغت 16.45% بشركة أرامكس للخدمات اللوجستية.

ويشغل العبار منصب رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، أكبر شركات التطوير العقاري المدرجة في دبي، وينشط في مجالات أخرى منها التكنولوجيا.

وفي مطلع أكتوبر 2017 انطلقت العمليات التشغيلية لمنصة نون دوت كوم للتسوق الإلكتروني على شبكة الإنترنت في الإمارات والسعودية.

ويمتلك محمد العبار ومستثمرون آخرون 50% من المنصة الجديدة، فيما يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودية نسبة 50%.

وتهدف المنصة لرفع مبيعات التجارة الإلكترونية الحالية في المنطقة من 3 مليارات دولار إلى 70 مليار دولار خلال 10 سنوات، أو ما يعادل 2% من إجمالي المبيعات وحركة التجارة في أسواق المنطقة.

التحديات 

وعن التحديات التي ستواجه القطاع في النصف الأول من العام 2018، أشار طارق قاقيش إلى أن فرض ضريبة القيمة المضافة على أغلب السلع سيحدث بعض الأثر السلبي الطفيف على إيرادات تلك الشركات.

وكانت  الهيئة الاتحادية للضرائب قد أوضحت في وقت سابق من ديسمبر الماضي توريدات القطاعات الخاضعة لضريبة القيمة المضافة والمعفاة منها في الإمارات، ومن ضمنها إعفاء النقل المحلي للركاب (ويشمل رحلات الطيران داخل الإمارات)، بالإضافة إلى تطبيق الضريبة بنسبة صفر  على كل من النقل الدولي للركاب والسلع (ويشمل النقل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، بالإضافة إلى توريد وسائط النقل (الجوي والبري والبحري) للنقل التجاري للسلع والركاب (لما يزيد عن 10 أشخاص)، إلى جانب توريد السلع والخدمات المرتبطة بوسائط النقل والمرتبطة بنقل السلع والركاب.