من: سالي إسماعيل

 

مباشر: تعتبر العملات الإلكترونية الأصول الأبرز التي جذبت اهتمامات المستثمرين وتعليقاتهم وتحليلاتهم خلال العام الحالي، بمكاسبها القياسية وتقلباتها الحادة التي دفعت البعض لتحقيق ثروات خيالية ومعاناة آخرين من خسائر حادة.

 

والعملات الإلكترونية هي نوع من الأصول الرقمية التي يتم التداول فيها عبر الإنترنت وتعتمد على تكنولوجيا "البلوكشين" في استخدامها كونها عبارة عن كود رقمي ولا تتحكم فيها البنوك المركزية أو الجهات الحكومية حول العالم، ولكنها أثارت جدلاً خلال هذا العام من حيث كونها ثورة في التكنولوجيا المالية أم أنها مجرد " فقاعة".

 

ومن بين ما يقل قليلاً عن 1400 عملة افتراضية، كانت الاهتمامات تنصب على عملات تقل عن أصابع اليد الواحدة بمكاسبها الملحوظة وأيضاً تقلباتها المفاجئة، قادت معها القيمة السوقية الإجمالية من بضعة ميارات دولار لتقفز أعلى مستوى نصف تريليون دولار.

 

وصعدت القيمة السوقية للعملات الإلكترونية مجتمعة من 17.735 مليار دولار في بداية 2017 لتصل إلى 598.684 مليار دولار بنهاية تعاملات 26 ديسمبر الجاري.

 

 

على مدار عام كامل، واجهت العملات الرقمية ككل و"البيتكوين" على وجه التحديد انتقادات لاذعة تصل إلى حد الهجوم مع أصوات تؤكد أنها تحمل فقاعة كبرى بالإضافة إلى تحذيرات بشأن احتمالية الانهيار المفاجئ.

 

لكن في المقابل، لا تتوقف التوقعات بشأن ارتفاعات قياسية على المدى القريب أو البعيد بشأن العملات الرقمية حيث بلغت توقعات أحد المحللين بشأن عملة "البيتكوين" 400 ألف دولار بالتزامن مع خلل متوقع بالطلب والعرض في غضون عامين.

 

ورغم أن هذا العام كان شاهداً على تشديدات من قبل بعض الحكومات تجاه العملات الرقمية لكنه لم يمنع طرح العقود الآجلة لعملة "البيتكوين" في بورصة شيكاغو التجارية وبورصة شيكاغو للسلع مع جدول زمني يشير إلى بدء بورصة "ناسداك" في تقديم العقود المستقبلية بالعام المقبل.

 

"البيتكوين"

 

حافظت عملة "البيتكوين" على مكاسبها القياسية خلال هذا العام رغم الهجوم الذي تعرضت له والخسائر الحادة التي شهدتها من حين لآخر لتظل أكبر العملات الإلكترونية من حيث القيمة السوقية بلا منافس.

 

وقفزت عملة "البيتكوين" من مستوى يقل عن 1000 دولار تقريباً في بداية العام لتصل إلى 20 ألف دولار خلال منتصف ديسمبر الجاري مسجلة أعلى مستوى في تاريخها منذ بدء التداول عليها في عام 2009 قبل أن تتراجع إلى مستوى 16 ألف دولار.

 

وخلال تداولات 26 ديسمبر، تعافت "البيتكوين" من خسائر شهدتها بالأسبوع الثالث من ديسمبر والذي يعتبر أسوأ أسبوع منذ عام 2003، لترتفع بنحو 15.7% إلى 16.170 ألف دولار.

 

كما ارتفعت القيمة السوقية للعملة الرقمية من 15.49 مليار دولار في بداية العام إلى 271.09 مليار دولار بنهاية يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن قفزت إلى 334.8 مليار دولار في 17 ديسمبر.

 

وكانت العملة الافتراضية تسجل مستوى 963.66 دولار في بداية العام الجاري لتحقق مكاسب تزيد على 1578% مع مقارنة مع مستواها الحالي.

 

وتوقع مؤسس شركة "ستاند بوينت" للأبحاث الاقتصادية والاستشارات أن تتراوح قيمة "البيتكوين" بين 300 و400 ألف دولار بالتزامن مع الخلل في الطلب والعرض على العملة.

 

ويشير "روني موس" في تصريحات مع محطة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية، إلى أنه في غضون عامين سوف يوجد 300 مليون شخص في العالم يحاولون الحصول على "البيتكوين" في حين أن أقصى معروض من العملة الإلكترونية سوف يصل إلى 21 مليون بيتكوين فحسب.

 

 

"الإيثريوم"

 

جاءت "الإيثريوم" بالمركز الثاني في قائمة أكبر 5 عملات إلكترونية من حيث القيمة السوقية، لتقفز من أدنى 8 دولارات إلى مستوى يتجاوز 800 دولار في نحو عام.

 

ويعتقد " بيتر سميث" الرئيس التنفيذي لشركة "بلوكشين" أن البنوك المركزية قد تبدأ في حيازة العملات الإلكترونية مثل "البيتكوين" و"الإيثريوم" ضمن احتياطاتها في العام المقبل.

 

وسجلت عملة "الإيثريوم" 763.6 دولار بنهاية تداولات 26 ديسمبر بعد أن قفزت لمستوى قياسي عند 875.34 دولار في تداولات 21 ديسمبر.

 

وبلغت القيمة السوقية لعملة "الإيثريوم" مستوى 73.76 مليار دولار بنهاية تعاملات يوم الثلاثاء مقارنة مع مستوى 0.7 مليار دولار في بداية عام 2017.

 

أما على مدار العام، حققت عملة "الإيثريوم" مكاسب قياسية بأكثر من 9469% بعد أن كانت تبلغ 7.98 دولار فقط في بداية 2017.

 

 

"البيتكوين كاش"

 

جذبت عملة "البيتكوين كاش" اهتمامات المستثمرين لتربح 438.7% في أقل من نصف عام حيث إن تاريخ ظهورها يعود إلى يوليو الماضي ويعتبر حديث نسبياً مقارنة بالعديد من العملات الإلكترونية الأخرى.

 

وفي نهاية تداولات الثلاثاء الأخير من العام الجاري، ارتفعت عملة "البيتكوين كاش" بأكثر من 1.2% لتسجل 2994.5 دولار بقيمة سوقية تبلغ 50.54 مليار دولار.

 

وارتفعت ثالث أكبر العملات الإلكترونية إلى أعلى مستوى في تاريخها عند 4167 دولاراً في تعاملات 20 ديسمبر بعد أن كانت تسجل 555.89 دولار عند بدء التداول عليها في 23 يوليو المنقضي.

 

كما سجلت القيمة السوقية للعملة الافتراضية مستوى قياسياً عند 70.29 مليار دولار بعد أن خمسة أشهر فقط من التداولات.

 

وفي تصريحات عبر حوار تليفزيوني نقلتها "رويترز"، يقول وزير المالية الروسي " أنطون سيلوانوف": إن العملات الإلكترونية يجب أن يتم تداولها فقط بواسطة مستثمرين محترفين وليس الأشخاص العاديين.

 

 

"الرابيل"

 

دفعت المكاسب القياسية في عملة "البيتكوين" المستثمرين للبحث عن عملات أخرى أقل سعراً، حيث شهدت "الرابيل" مكاسب قوية خلال الأشهر الماضية دفعتها للتنافس على المرتبة الثالثة في قائمة أكبر العملات الإلكترونية.

 

وقفزت "الرابيل" إلى أعلى مستوى في تاريخها عند 1.38 دولار خلال تداولات 22 ديسمبر لتصعد معها القيمة السوقية إلى 53.43 مليار دولار، قبل أن تتراجع قليلاً لكنها لا تزال أعلى دولار واحد.

 

وتمكنت "الرابيل" من التعافي من خسائر ثالث أسبوع في ديسمبر خلال تداولات 26 ديسمبر لترتفع بنحو 6.5% إلى مستوى 1.17 دولار.

 

كما صعدت قيمتها السوقية إلى 45.42 مليار دولار بنهاية 2017 مقارنة بـ 0.24 مليار دولار سجلتها في بداية العام الجاري.

 

وبلغت مكاسب العملة الافتراضية نحو 17900% خلال عام بعد أن كانت تسجل مستوى 0.0065 دولار في بداية تداولات 2017.

 

"الليتكوين"

 

اتبعت عملة "الليتكوين" مساراً تصاعدياً خلال أول 11 شهراً من العام لترتفع من مستوى دون 5 دولارات إلى أعلى 100 دولار بنهاية شهر نوفمبر الماضي.

 

وواصلت العملة الافتراضية المكاسب خلال الشهر الجاري لتصل إلى مستوى قياسي عند 372.19 في تعاملات 19 ديسمبر، قبل أن تسجل خسائر لتهبط أدنى مستوى 3000 دولار.

 

وفي ختام تعاملات 26 ديسمبر، ارتفعت عملة " الليتكوين" بأكثر من 4.2% لتسجل 284.55 دولار بقيمة سوقية تبلغ 15.5 مليار دولار.

 

وكانت خامس أكبر عملة إلكترونية تبلغ قيمتها 4.33 دولار في بداية 2017 ما يعني أن مكاسبها تزيد عن 6471.6% في عام.

 

وكان " تشارلي لي" مصمم عملة "الليتكوين" طالب المستثمرين بتوخي الحذر عند بلوغها مستويات معينة، مشيراً إلى أن زيادة اللوائح التنظيمية سوف يساعد في تقليل تقلبات العملة.