TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

الثورة الصناعية الرابعة.. مسيرة تشكيل مستقبل عالمي مشترك

الثورة الصناعية الرابعة.. مسيرة تشكيل مستقبل عالمي مشترك

 : كانت البداية لتطور البشرية مع الثورة الصناعية الأولى واختراع المحرك البخاري، لتمر بعدها بقفزة أخرى بالتزامن مع الثورة الصناعية الثانية مع اكتشاف الكهرباء، ومع تطور العلوم والاكتشافات الإنسانية انتقل العالم لثورة ثالثة تمثلت في اختراع الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، وفي خضم هذه الثورات الثلاث يرى الخبراء أن الثورة الصناعية الرابعة هي الأهم والأكثر تأثيراً في حياة البشر، هذه الثورة التي صاغ ملامحها لأول مرة البروفيسور كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يرى أنها ثورة ستدمج بين المجالات الرقمية والفيزيائية والبيولوجية، وستستفيد من التكنولوجيات المختلفة لخلق تجارب حياتية متميزة تسهل حياة الناس وتسهم في استدامة المجتمعات.

 
وفي كتابه "الثورة الصناعية الرابعة"، أكَّد البروفيسور شواب أنَّ الثورة الصناعية الرابعة تختلف اختلافاً جوهرياً عن سابقاتها، فقد كانت الثورات الثلاث السابقة تتميز أساساً بالتقدم التكنولوجي والإمكانات الكبيرة لهذه التقنيات لربط المليارات من الناس بالويب. غير أنَّ الثورة الصناعية الرابعة تتيح فرصاً فريدة لإعادة تصور أشكال التواصل والتفاعل الإنساني بطرق غير مسبوقة وجديدة من نوعها.
 
وخلال مشاركة شواب في اجتماعات مجالس المستقبل العالمية التي استضافتها إمارة دبي أخيراً، أكد أن الثورة الصناعية الرابعة منذ بدايتها، شهدت تطوراً هائلاً في
 
مكوناتها من تقنيات الذكاء الاصطناعي و"البلوك تشين" وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات، التي تتطلب عمليات الاستفادة منها لخدمة وسعادة البشر، تعاوناً كبيراً بين القطاعين الحكومي والخاص في الدول، وتشكيل مستقبل مشترك في عالم مجزأ.
 
وتعد دولة الإمارات سباقة في مجريات حشد الجهود العالمية، الرامية إلى تبني وتنفيذ تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة لسعادة ورفاهية الإنسان، حيث أطلقت الحكومة في سبتمبر 2017، استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، التي تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً للتكنولوجيات المستقبلية، فضلاً عن رفع مساهمة الاقتصاد الوطني في الابتكار والتكنولوجيات المستقبلية. وتضم الاستراتيجية مجموعة من المشاريع النوعية في المجالات الاستراتيجية، بما في ذلك التعليم المبتكر، وهو الأساس الذي تستطيع من خلاله الإمارات بناء رأسمال بشري مؤهل يمكنه تطوير العلوم المتقدمة مثل تكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي.
 
وانطلاقاً من دورها الرائد في مجالات نشر وإنتاج المعرفة، تكرس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جلسات وفعاليات "قمة المعرفة 2017" الحدث السنوي الذي تنظمه هذا العام خلال الفترة من 21 وحتى 22 نوفمبر الجاري في دبي، لاستكشاف الثورة الصناعية الرابعة بشكل معمق، وبحث الفرص والتحديات التي تطرحها، واستخلاص الرؤى والأفكار في مجالاتها المختلفة التي تتضمن المعرفة والتعليم والبحث والتطوير، إلى جانب الإعلام والنشر والتكنولوجيا، إضافة إلى الصحة والاقتصاد وصناعة القرار وغيرها من المجالات.
 
وحول أهمية الحدث قالت البروفيسورة جاكي بينغ، مؤسِّسة ومديرة معهد هندسة الأحياء وتكنولوجيا النانو في سنغافورة، وأحد متحدثي القمَّة: إنَّ "قمة المعرفة 2017" منصة مهمة لجمع الخبراء البارزين في مختلف مجالات المعرفة لتبادل الأفكار والتباحث في مستقبل العالم في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
 
بدوره يرى خبير الذكاء الاصطناعي تانمي باكشي، الذي سيسلط الضوء خلال القمَّة على محور المستقبل الإنساني الروبوتي، أن القمَّة ستلعب دوراً مهماً في تعزيز دور منطقة الشرق الأوسط لاعباً أساسياً في مجال تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة.
 
وتسلط "قمَّة المعرفة 2017" الضوء على محاور وقضايا متجددة تواكب متطلبات التسارع الكبير في مجالات صناعة المعرفة، انطلاقاً من عنوان رئيس هو "المعرفة.. والثورة الصناعية الرابعة"، هذه الثورة التي طالت بتأثيراتها مناحي الحياة كافة؛ سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، لتشكِّل نقلة نوعية في حياة الأفراد والمؤسسات والدول. ويمكن الاطلاع على كافة التفاصيل الخاصة بالقمة من خلال زيارة الموقع الإلكتروني: knowledgesummit.org