TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

مستقبل الوظائف.. الصراع قد ينتهي بفوز البشر

مستقبل الوظائف.. الصراع قد ينتهي بفوز البشر
الآلات والتكنولوجيا يشكلان تهديداً لوظائف البشر في المستقبل

تحرير: مصطفى رضا

مباشر: في ظل التخوف من سيطرة التكنولوجيا على الوظائف واحتلال الروبوتات لفرص عمل البشر في المستقبل، وتحول المشهد إلى "ميلو دراما" حزين تنتهي بفوز التحكم الصناعي بالنهاية، جاء ضوء أمل عبر تحليل حديث بإمكانية وجود نهاية سعيدة وفرصة لفوز البشر.

ونشر موقع "بروجيكت سينديكت" تحليلاً للمدير السابق لاقتصاديات التنمية في البنك الدولي "زيا قريشي"، يشير إلى أنه مع إقرار سياسات ذكية تطلعية يمكن مواجهة تحديات التحكم الآلي، والبرمجيات والخوارزميات الإلكترونية، وتحويل الآلات المستقبل إلى وسيلة لضمان وظيفة أفضل للإنسان.

بداية المعركة

ناقش صندوق النقد الدولي الآثار بعيدة المدى على العمالة في جميع أنحاء العالم جراء التكنولوجيا الجديدة، والروبوتات والذكاء الاصطناعي، والتحكم الآلي، مع اتجاه لرؤية درامية لمستقبل تحتل الآلات فيه فرص العمل بدلاً من البشر.

وتظهر بعض التقيدرات أن 47% من الوظائف معرضة للخطر في الولايات المتحدة بالمستقبل نتيجة إمكانية الاعتماد على التحكم الآلي، ووصلت النسبة إلى 57% في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وثلثي وظائف الاقتصاديات النامية، ونحو نصف عدد فرص العمل على الصعيد العالمي، أي ما يوازي ملياري شخص.

وكان "إيلون موسك" الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" قد أكد أن الآلات سوف تقوم بكافة الأعمال البشرية في المستقبل "بصورة أفضل من الوضع الحالي، مع توقعه أن تتأثر مختلف المجالات بانتشار الذكاء الاصطناعي، ليكون على رأسهم وفي الصدارة قطاع وسائل النقل.

نظرة مختلفة للصراع

ويتجه الكثير من الاقتصاديين والمحللين إلى مناقشة تدمير الابتكارات التكنولوجية الجديدة الوظائف القائمة، ولكن يتناسون أن نفس الابتكارات تخلق فرصاً جديدة، حيث كانت التغيرات التكنولوجية محركاً قوياً للإنتاجية ونمو العمالة.

وفي حين أن الابتكارات التكنولوجية تدمر بالفعل بعض الوظائف القائمة، فإنها تخلق أخرى جديدة، فمع هبوط الطلب على العمالة ذات المهارات المنخفضة والمتوسطة في الوظائف الروتينية، فإن التكنولوجيا رفعت الطلب على العمالة ذات المهارات العالية في المجالات الإبداعية والإدارية.

وأظهر تحليل حديث أن المهام الوظيفية والمناصب التي نتجت عن التقدم التكنولوجي تمثل نصف معدل نمو العمالة بالفترة الأخيرة بالولايات المتحدة تقريباً، مشيراً إلى أن ذلك التغيير قد يكون بمثابة محرك قوى للإنتاجية

ينبغي النظر إلى التطور التكنولوجي وتوسع التحكم الألي بشكل تكيفي، وليس كعملية تدميرية نسعى لإبطائها، لنفرض على صناعة الروبوتات ضرائب، والتي اقترح البعض تنفيذها لتخفيف الضغط على العمالة، والذي من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية.

ويجب بدلاً من هذه الأفكر التركيز على تزويد البشر بالمهارات المتقدمة التي يتطلبها سوق العمل المتغير، مما يدعم التماشي مع عملية التكيف.

مخاطر يواجهها البشر

يمثل غياب عنصر التعليم والتدريب تأخر البشر بالسباق مع الآلات، فنقص المهارات المتقدمة في رأي الكاتب مسؤول جزئياً عن ازدهار التكنولوجيا مقابل الإنسان، فضلاً عن تباطؤ الإنتاجية بالاقتصاديات المتقدمة.

والمفارقة تكمن في أن انخفاض مستوى المهارات تقييد انتشار الابتكارات، وتؤدي إلى اختلالات بين العرض والطلب بسوق العمل، مما يساهم في زيادة عدم المساواة في الدخل، مقارنة مع الأفراد التي تمتلك القدرات المناسبة.

النهاية السعيدة؟

تتعامل المدارس القديمة بسوق العمل بطريقة المسار الوظيفي القائم على ثلاث مراحل "التعليم، فالعمل، وينتهي بالتقاعد"، بشكل لا يتيح فرصة لطريقة التعلم المستمر، مما يساعد على شيخوخة العمالة في العديد من الاقتصاديات.

ويكمن الحل في تجديد برامج التدريب والتعليم وتوسيع نطاقها، حيث سيتطلب ذلك ابتكارات وإبداعات في المضمون المقدم وطريقة العرض، مع إمكانية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان قوة التمويل، مع ضرورة تضمين الحلول التي تدعم التكنولوجيا، بهدف محو الأمية الرقمية.

ويجب على الدول تسهيل قدرة العمال على تغيير الوظائف من خلال إصلاحات سوق العمل وشبكات التأمين الاجتماعي، ومراجعة العقود طويلة الأجل التي تربط الموظفين بأرباب العمل.

وتمثل "فرنسا" نموذجاً إيجابياً في ذات المجال، فقد أطلقت الدولة الأوروبية "حساباً للنشاط الشخصي" يمكن العمال من الحصول على حقوق التدريب عبر الوظائف المختلفة.

وأكد الكاتب أنه يمكن أن تتحول التهديدات إلى فرص تستغلها، وأن التغيير التكنولوجي سيظل تحدياً كبيراً أمام أسواق العمل في مختلف الاقتصاديات، ولكن من خلال تفكير مختلف وسياسات إبداعية، يمكن كسب المعركة، وضمان مستقبل عمل أفضل.