وتأتي تلك الحملة غير المسبوقة، من بلدية الفجيرة ومجموعة السركال، تماشياً مع رؤية الإمارات بأن تكون الدولة من أفضل دول العالم في شتى المجالات التنموية، وخاصة في مجال حماية البيئة واستدامتها؛ ولكون البيئة ركيزة أساسية في مسيرة العمل، حيث حرصت بلدية الفجيرة على إدراجها ضمن أجندتها الحالية والمستقبلية، كهدف من أهدافها الإستراتيجية مع تطلعها بشكل دائم لرفع مستوى الوعي البيئي والصحي عبر اتباع أفضل وسائل التوعية لتصل إلى كافة شرائح المجتمع.

 

وتفصيليا فقد ذكرت المهندسة فاطمة الشراري، مديرة إدارة الخدمات العامة والبيئة، ببلدية الفجيرة، بأنه انطلاقا من كون "مجموعة السركال"، من أبرز وأولى الشركات الخاصة في دولة الإمارات، والمتخصصة في إيجاد الحلول البيئية، تم تكليف شركة بلو، ذراع الحلول البيئة التابع لمجموعة السركال، بتقديم دراسة وافية، تهدف للتعريف

 

بمخاطر مخلفات زيوت الطهي وشحوم الطعام، والتي لها تأثير سلبي على أنابيب الصرف المركزية ، لكونها تتسبب في إنسدادات الأنابيب، والروائح الكريهه وجذب الجراثيم والبكتيريا، مما ينعكس سلباً على الصحة العامه والبيئة.

 

حيث تم اسناد بعد تلك الدراسة واستناداً لخبرة مجموعة السركال في استقطاب أفضل الممارسات العالمية –لشركة بلو" مهمة تركيب في كل منشأة منتجة لهذه المخلفات في إمارة الفجيرة سواء مطاعم أو فنادق، ما يعرف بمصائد الشحوم، مع صيانتها الدورية، للحفاظ على وظيفتها في إزالة الشوائب، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية من خلال قيام العاملين في تلك المطاعم بوضع الزيوت المستعملة في عبوات مخصصة، وتسلميها لمندوبي شركة بلو، وذلك حسب أنظمة وقوانين بلدية الفجيرة المتبعة.

 

واستطردت المهندسة فاطمة الشراري، بالقول أن الاتفاقية التي تم توقيعها مع شركة بلو التابعة لمجموعة السركال، تؤكد رؤية بلدية الفجيرة نحو تعزيز مفاهيم وطروحات حماية وصيانة المنجزات التي حققتها دولة الإمارات على صعيد الحفاظ على البيئة وتطبيق أفضل الممارسات، ومن هنا يأتي اختيار مجموعة السركال لتاريخ المجموعة المشرف كنموذج ريادي لأسهامات القطاع الخاص في مجالات البيئة، وخبراتها المتراكمة في ذلك الصدد، ولا سيما بعد النجاحات التي حققتها المجموعة في مجالات جمع الزيوت والشحوم المستعملة في إمارة دبي.

 

حملة التوعية

 

واضافت الشراري، بأنه لتحقيق تلك الأهداف، تم الاتفاق بين بلدية الفجيرة وشركة بلو، على صياغة رؤية متكاملة لإدارة وتجميع نفايات الزيوت المستعملة عبر ألية مبتكرة تبدء بالتوعية، وهو ما قامت به المجموعة من جهد مشرف وحملة مبتكرة بتسخير وأستخدام أفضل التقنيات وأفضل الممارسات التوعية العالمية، بهدف رفع وعي كافة ملاك وأصحاب المطاعم في مختلف أرجاء الإمارة، بمخاطر عدم التصريف العلمي الصحيح لمخرجات تلك المطاعم من الزيوت والشحوم بالأخص على زيادة المخاطر البيئة وانسداد أنابيب الصرف الصحي

 

عقبات وحلول

 

وحول كيفية تنفيذ الحملة التوعية الذكية الاولى من نوعها قال عبد الرؤوف الحوسني، مدير شركة "بلو السركال – الفجيرة" أنه نظراً لأهمية التوعية قبل البدء بالمشروع، فقد تم اختيار شارع حمد بن عبدالله، بإمارة الفجيرة كنموذج جغرافي مبدئي للتوعية، حيث تم القيام بحملة توعية أولية، لملاك ومديري المنشآت الغذائية، والمحال والمطاعم

 

المنتجة لمخلفات زيوت الطهي وشحوم الطعام، حيث أعقب توعية صاحب المنشأة أو المدير المكلف أو من ينوب عنهم، أقراره بأن تلك المخلفات تهدد البيئة في إمارة الفجيرة.

 

ويضيف الحوسني، بأنه خلال مهام التوعية الأولية والحصول على إقرارات بالعلم من ملاك المنشاءات الغذائية، تبين وجود ممارسات خاطئة من بعض المنشأت الغذائية، الأمر الذي استدعى إطلاق حملة التوعية الذكية، والتي تعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات وإمارة الفجيرة، بل والشرق الأوسط، وبأستخدام تقنيات حديثة تعزز الوعي عبر ممارسات ذكية باستخدام جهاز الآي باد، على أن يتم تجميع معلومات تلك المنشآت كقاعدة بيانات تساهم في التخطيط المستقبلي لأي سياسات وخطط تطويرية للبيئة.

 

وكانت مجموعة السركال في إطار جهودها وفلسفتها في خدمة القضايا الوطنية، والارتقاء بأسهاماتها في حماية البيئة، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات "حفظها الله تعالى"، ووفقاً لأتفاقية الشراكة التي أبرمتها مع بلدية الفجيرة يناير الماضي، بان تقوم بموجبه شركة "بلو السركال"، بإنشاء شبكة متكاملة لإدارة وتجميع ونقل زيوت الطهي المستعملة، مع تركيب مصائد للشحوم في كافة مطاعم وفنادق ومحال تقديم المنتجات الغذائية في كافة أرجاء إمارة الفجيرة، تفادياً لأضرارها المتعددة على البيئة، فيما ستشهد المرحلة المقبلة تشييد المجموعة لأول محطة لمعالجة الزيوت المستعملة وشحوم الطعام، بما يدعم توجهات بلدية الفجيرة، ورؤية المجموعة لتعزيز اسهامات القطاع الخاص الإماراتي في دعم والحفاظ على البيئة.