TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا تسجل الأسهم الأمريكية مكاسبَ قياسية؟

لماذا تسجل الأسهم الأمريكية مكاسبَ قياسية؟
مؤشر "داو جونزر" الصناعي نمى بنحو 13.07% منذ بداية 2017

من: نهى النحاس

مباشر: مكاسب قوية تعكف أسواق الأسهم الأمريكية على تحقيقها خلال الجلسات الماضية، لتضاف إلى الأداء القوي لها منذ بداية العام الجاري لتسجل مستويات قياسية غير مسبوقة.

وعلى مدار 5 جلسات انتهت أمس، سجل مؤشر "داو جونز" مستويات قياسية جديدة، كما سجل مؤشر "داو جونز" 40 مستوى قياسياً منذ بداية العام الجاري.

وتدخلت عوامل عديدة في ارتفاع أداء الأسهم الأمريكية منذ بداية 2017 بوجه عام، وفي الفترة الأخيرة بوجه خاص.

كيف تطور أداء مؤشرات الأسهم في 2017؟

تمكنت مؤشرات البورصة الأمريكية الثلاثة أن تحقق ارتفاعات قياسية منذ بداية العام الجاري، حيث تجاوزت مكاسبها مستوى 10%.

فمؤشر "داو جونز" الصناعي ارتفع بنحو 13.07% منذ بداية 2017، فيما زاد مؤشر "ناسداك" بنسبة 19.85%، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز" بنسبة 11.78%.

وتجاوز مؤشر "داو جونز" مستوى 22 ألف نقطة للمرة الأولى خلال العام الجاري، كما تخطى مؤشر "ناسداك" التكنولوجي مستوى 6 آلاف نقطة لأولى مرة في 2017.

طمأنة سياسية

وتُعد القرارات الأخيرة والتصريحات السياسية داخل الولايات المتحدة أحد أسباب المكاسب التي تسجلها الأسهم الأمريكية في الفترة الحالية.

وتنوعت تلك القرارات بين إقرار مجلس النواب الأمريكي تشريع يقضي بتمديد سقف الديون وتمويل الحكومة حتى الثامن من شهر ديسمبر المقبل، حيث شهدت فترة ما قبل الاتفاق مخاوف توقف الحكومة الأمريكية بسبب الجدال على بنود الموازنة العامة بين الجمهورين والديمقراطيين.

وأكد الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي أنه على وشك التوصل لاتفاق مع قادة الكونجرس بشأن حماية الأطفال المهاجرين من الترحيل، مع ضرورة تواجد إجراءات أمنية لحماية الحدود.  

كما ساهمت تصريحات دونالد ترامب حول خطته بشأن الضرائب في طمأنة المستثمرين، حيث قال في الشهر الجاري: "سوف تبدأ قريباً إجراءات الموافقة على أكبر حزمة تخفيض وإصلاح ضريبي في تاريخ الولايات المتحدة".

قرارات السياسة النقدية

يعلق المستثمرون آمالاً على الاجتماع المقبل الخاص السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع ترقب بدء تخفيض ميزانية المركزي الأمريكي.

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أعلن في مارس الماضي أنه سيبدأ في تخفيض حيازته من السندات بنهاية 2017، حيث تتألف ميزانية المركزي الأمريكي من 2.5 تريليون دولار عبارة سندات خزانة إلى جانب 1.8 تريليون دولار سندات مدعومة بالرهن العقاري.

وليس فقط القرارات المتعلقة بميزانية الفيدرالي هي المؤثر الوحيد على أداء البورصة الأمريكية، فكان لرفع سعر الفائدة الأمريكية مرتين خلال العام الجاري سبب في اتجاه التعاملات نحو أسواق الأصول الخطرة.

كما أن تصريحات المسؤولين المستمرة بشأن وضع السياسة النقدية داخل الفيدرالي كانت تصب في صالح البورصة، خاصة حينما كانت تأتي داعمة لرفع سعر الفائدة.

لماذا تفقد الأسهم الأمريكية توازنها بعض الأوقات؟

وعلى الرغم أن الارتفاع يغلب على أداء الأسهم الأمريكية منذ بداية العام، لكنها أحياناً ما تعرضت لإخفاقات تسببت في تراجعها.

وتُعد المخاوف الجيوسياسية التي بطلتها كوريا الشمالية والولايات المتحدة أحد الأسباب في ممارسة الضغط على أسواق الأسهم الأمريكية.

وكان لتجارب كوريا الشمالية الصاروخية والنووية دورٌ في اتجاه التعاملات نحو أسواق الملاذ الآمن، والابتعاد عن الأصول الخطرة، وتجاوزت خسائر مؤشر "داو جونز" في بعض الأوقات 100 نقطة بسبب التوترات بين الدولة المنعزلة والولايات المتحدة.

فيما مارست البيانات الاقتصادية دوراً في أداء الأسهم الأمريكية خلال العام الجاري، فبيانات الوظائف والتضخم المتراجعة أو دون التوقعات أحياناً ما تسببت في تراجعها.

كما كان للكوارث الطبيعية دورٌ في إصابة أسواق الأسهم بخسائر، فمع اشتداد إعصاري "إيرما" و"هارفي" ومخاوف تأثيرهما على النمو الاقتصادي الأمريكي، فضلاً عن الخسائر التي تسببا فيها لقطاع النفط، تراجعت أسواق الأسهم.

وبالفعل عندما خفض المركز الأمريكي للأعاصير خطورة إعصار "إيرما" إلى المستوى الأول ربح مؤشر "داو جونز" 190 نقطة.

توقعات سلبية

قال "جريج هامر"، رئيس مجموعة "هامر" المالية لمحطة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية: "من الوضح أن السوق سيتخذ اتجاهاً تصحيحياً، بعد الارتفاعات القياسية المُسجلة".

كما توقع "توم لي" لمؤسس المشارك لشركة "فوندسترات جلوبال" للاستشارات في مطلع الشهر الجاري هبوط مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة تتراوح بين 4 إلى 5% خلال الثلاثين يوماً المقبلة.

وأضاف: "الأمر يتعلق بعدة عوامل في نفس الوقت تتمثل في النزعة لعدم المخاطرة والتي تظهر في أسواق الائتمان والسندات، والمخاوف بشأن إمكانية إقرار خطط خفض الضرائب".

وفي شهر يوليو الماضي، صرح "رون بول" عضو الكونجرس الأمريكي السابق بأنه لن يُفاجئ إذا هبطت أسواق الأسهم بنحو 25% وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 50%.