TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

ماذا ينتظر العالم من الاجتماع التاريخي للاحتياطي الفيدرالي؟

ماذا ينتظر العالم من الاجتماع التاريخي للاحتياطي الفيدرالي؟
في 2014 أعلنت "جانيت يلن" رئيسة الاحتياطي الفيدرالي عن نهاية عملية شراء السندات الأمريكية

من - نهى النحاس:

 

مباشر: "اجتماع تاريخي".. هكذا وصف المحللون اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في الأسبوع الجاري، مع ترقب تغيرات جذرية في سياسة البنك المركزي تتمثل في أن اتخاذ قرار بدء تخفيض ميزانيته الضخمة.

وكان برنامج التحفيز النقدي عبر شراء السندات الذي اتخذه الفيدرالي الأمريكي منذ قرابة عقد من الزمان قرار غير مسبوق، قبل أن يوقف عمليات شراء الأصول منذ نحو 3 أعوام.

 لماذ تجتمع السياسة النقدية هذا الأسبوع؟

في يوم الأربعاء المقبل يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماع مسئولي السياسة النقدية للاتفاق بشأن سعر الفائدة والتي تأتي التوقعات بتثبيتها دون تغيير.

ويتراوح سعر الفائدة داخل البنك المركزي الأمريكي في الفترة الحالية بين مستوى 1% إلى 1.25%، وذلك بعد أن اتخذ في يونيو الماضي القرار الثاني في العام الحالي برفعها بمقدار 0.25%.

وعلى الرغم أن معدل التضخم قد ارتفع إلى مستوى 1.9% في الشهر الماضي، مقترباً من مستهدف البنك المركزي عند 2%، إلا أن بعض المحللين يروا أن البنك لن يعتمد عليها وحدها لاتخاذ قرار رفع الفائدة.

وقال "تيم دوي"، أستاذ الاقتصاد في جامعة ولاية "أوريغون" لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن الفيدرالي الأمريكي لن يقول "الخوف قد انتهى" اعتماداً على بيانات شهر واحد. ويتخذ عليه قرار رفع سعر الفائدة.

كما ذكر رئيس الاحتياطي عن ولاية "دالاس" أن الأسواق المالية تحذر من البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة، لذلك يجب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي التحلي "بالصبر والحكمة" في اتخاذ قرار رفع معدل الفائدة.

قصة التحفيز النقدي الأمريكي

في 2008 في أعقاب اندلاع الأزمة المالية العالمية بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي عملية شراء واسعة لأصول الخزانة والأوراق المالية الخاصة بالرهن العقاري والمدعومة من الحكومة الأمريكية لمنع انهيار النظام المالي.

وعلى مدار 6 أعوام عكف البنك على عملية شراء الأصول مع الاحتفاظ بمستويات متراجعة للفائدة، لتحفيز عملية النمو.

وبحلول نهاية أكتوبر في 2014 أعلنت "جانيت يلين" رئيسة الاحتياطي الفيدرالي نهاية عملية شراء السندات الأمريكية والتي كانت وصلت بحلول هذا التاريخ إلى 4.48 تريليون دولار.

وتتألف بذلك ميزانية المركزي الأمريكي من 2.5 تريليون دولار عبارة سندات خزانة إلى جانب 1.8 تريليون دولار سندات مدعومة بالرهن العقاري.

ماذا يستهدف الفيدرالي من خفض الميزانية؟

في مارس الماضي أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيبدأ في تخفيض حيازته من السندات بنهاية 2017 لكن البنك لم يوضح وقتها أي تفاصيل بشأن تلك الخطة.

وفي اجتماع البنك في يونيو الماضي الذي اتخذ خلاله قرار رفع سعر الفائدة أعلن أن خطته ستقوم على خفض ميزانيته من سندات الخزانة بنحو 6 مليارات دولار شهرياً، لترتفع بعد عدة أشهر إلى 30 مليار دولار شهرياً.

أما فيما يتعلق بالسندات المدعومة بالرهن العقاري فأن خطة البنك تجاهها تقوم على الخفض بمقدار 4 مليارات دولار شهرياً حتى تصل إلى 20 مليار دولار شهرياً.

وفي محضر اجتماع الفيدرالي خلال يونيو كشف أن موعد بدء خفض الميزانية غير واضح حتى الآن، وذلك نتيجة قلق بعض المستثمرين من حدوث بعض الثغرات في وضع الاقتصاد.

أما في محضر الفيدرالي الصادر في شهر أغسطس فأوضح أن عددا من أعضاء البنك يرون ضرورة الانتظار للاجتماع المقرر الأسبوع الجاري للكشف عن برنامج بدء التخلص من حيازة السندات التي تبلغ 4.5 تريليون دولار.

ما تأثير خفض الميزانية؟

توقع بنك "جولدمان ساكس" أن تكون البنوك والشركات التي لديها ديون أقل من منافسيها، أكبر المستفيدين من سياسة تخفيف ميزانية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وقال "ديفيد كوستين" الخبير الاستراتيجي بمجال الأسهم في البنك الأمريكي، إن تأثير تخفيض برنامج التحفيز النقدي لن يكون كبيراً على الأسواق.

ويبلغ العائد على السندات الأمريكية في الوقت الحالي 2.228%، متراجعاً بنسبة 9% منذ بداية العام الجاري.

أما "لويس الكسندر"، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في شركة "نومورا" للأوراق المالية، فقال إن اجتماع الفيدرالي القادم بالرغم أنه سيكون يوم تاريخي، "إلا أنه من غير الواضح على ماذا سينتهي".

وتابع أن الاجتماع القادم سيكون بدء الاتجاه نحو مكان مختلف تماماً "عن الذي نقف الآن فيه"، لكنه يرى أن الطريق للوصول لهذا الاتجاه سيستغرق وقتاً طويلاً.

فيما قال "جيم جلاسمان"، رئيس الاقتصاديين في بنك "جي.بي.مورجان" إن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان واضح أثناء عملية تنفيذ برنامج التيسير الكمي، بما يضمن أن يتم الانتهاء من تنفيذ البرنامج "بشكل منظم".