TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"مخطط بونزي".. خدعة أفقدت المستثمرين مليارات الدولارات بحجة الكسب السريع

"مخطط بونزي".. خدعة أفقدت المستثمرين مليارات الدولارات بحجة الكسب السريع
بيرني مادوف" حُكم عليه بالسجن لمدة 150 عاماً بتهمة الاحتيال

من: نهى النحاس

مباشر: يظهر من حين إلى آخر خبر إلقاء القبض على رئيس شركة أو مستثمر كبير بتهمة الاحتيال وبمبالغ طائلة، وينتهي الأمر بالحكم على هؤلاء الأشخاص بعقوبات كبيرة.

وقضت محكمة صينية أمس بسجن شخصين مَدى الحياة لإدارتهما مخططاً كبيراً للاحتيال بـ"مخطط بونزي".

ومخطط "بنوزي" هو نظام استثماري يقوم على خدعة المستثمرين بجلب عوائد ضخمة عبر مخاطر منخفضة، حيث تقوم فكرته الأساسية على منح قدامى المستثمرين العوائد المالية لكن من خلال أموال يتم الحصول عليها عبر مستثمرين جدد.

وعلى الرغم من أن الظهور الأول لمخطط "بونزي" كانت منذ نحو قرن إلا أن آلياته لا تزال تُنفذ حتى اليوم.

متى ظهر "مخطط بونزي"؟

عرف العالم ما أطلق عليه لاحقاً "مخطط بونزي" في عام 1919 عبر شخص يُدعى "تشارلز يونزي"، وذلك في وقت كانت الخدمة البريدية المتاحة هي استخدام طوابع البريد في إرسال الرسائل دولياً، ليقوم المرسل إليه بعد ذلك باستبدال الطابع محلياً بواحد آخر يصلح استخدامه، ومع التذبذب المستمر لأسعار البريد كان يختلف سعر الطابع من بلد لآخر.

واستأجر "بونزي" أشخاصاً لشراء الطوابع البريدية الدولية الرخيصة في دول أخرى، ليقوم باستبدالها بعد ذلك بطوابع بريدية أكثر غلاءً، ثم بيعها والحصول على أرباح كبيرة.

ويُعرف هذا النوع من التبادل بـ"المراجحة" وهو مسوح به قانونياً حالياً، لكنه ما تسبب فيه "بونزي" بعد ذلك جعل تجارته غير قانونية.

وقام "بونزي" بتوسيع جهود الحصول على مزيد من الأموال عبر شركته وبأي طريقة، وذلك عبر تقديم وعود للمستثمرين بتحقيق عوائد 50% في 45 يوماً، و100% في 90 يوماً، لكنه بدلاً من استثمار أموال بشكل فعلي، أعاد "بونزي" توزيع الأموال على المستثمرين القدامى من أموال الجدد.

وعكف "بونزي" على خطته، حيث جذب عدداً كبيراً من المستثمرين بسبب صيته الذي ذاع عبر نجاحه في استثمارات الطوابع لكنه انكشف عندما أُجري تحقيق في عام 1920.

بونزي القرن الحادي والعشرين

يعد "بيرني مادوف" الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 150 عاماً هو "بونزي" القرن الـ21، فهو الممول الذي تورط في أكبر مخطط احتيالي في تاريخ الولايات المتحدة، حيث إنه حتى الوقت الحالي لم يسترد إلا عدد قليل من ضحاياه أموالهم.

و"مادوف" هو الممول الذي أقنع المستثمرين بإيداع أموالهم لديه ووعدهم بأرباح كبيرة، لينتهي الأمر بتوجيه 11 تهمه له في 2009 تنوعت بين الاحتيال والتزييف وغسل الأموال والشهادة الزور والسرقة.

وكان "مادوف" يودع الأموال في حساب مصرفي واحد يدفع منه للعملاء الراغبين في الخروج، حيث كان يمول عملية الاسترداد للمستثمرين من خلال جذب مستمرين جدد.

وبدأ احتيال "مادوف" في الظهور عندما طالبه عملائه بإجمالي عوائدهم المُقدرة بـ7 مليارات دولار، لكنه في حقيقة الأمر لم يكن يمتلك سوى 200 إلى 300 مليون دولار.

وكسب "داوف" ثقة المستثمرين من سمعته الجيدة كعضو نشط في الصناعة المالية، وذلك على الرغم من التقارير التي أُرسلت إلى الرابطة الوطنية لتجارة الأوراق الوطنية بأن أنشطته ما هي إلى صورة من مخطط "بونزي".

وعلى الرغم أن "داوف" اتهم باختلاس 20 مليار دولار من عملائه فإن هناك أوراقاً أوضحت أن إجمالي المبلغ الذي حصل عليه من مستثمريه بلغ 65 مليار دولار.

"توم بيتر" هو رجل أعمال يمتلك عدداً من الشركات منها "بيتر جروب" و"سان كانتوري إيرلاينز" و"بيتر كومباني"، لكنه أُلقي القبض عليه في سبتمبر 2008 بتهمة التورط في قضية احتيال.

وجاء انكشاف أمر "بيتر"  عندما اعترفت إحدى الموظفات بأنها تقوم مع موظفين آخرين بتنفيذ مخطط بونزي مستخدمين في ذلك شركة "بيترز كومباني"، حيث اختلسوا عبر ذلك 65.3 مليار دولار في الفترة من 1995 وحتى 2008.

"ألين سورتانفد" ملياردير أمريكي كان قد أُدرج بقائمة "فوربس" لمليارديرات العالم عبر ثروة قُدرت بـ2.2 مليار دولار.

لكنه أُلقي القبض عليه في 2009 باتهامه في 14 قضية عبر احتيال 7 مليارات دولار، وكانت تهمته هي ممارسة الغش على مدار 20 عاماً عبر بيع شهادات إيداع، واستخدام أجزاء من العائد في صفقات عقارية مشكوك فيها ومشاريع تجارية خاصة.

كيفية تجنب خداع "بونزي"؟

حذرت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية من مجموعة من الظواهر الذي إذا تواجدت داخل أي استثمار فهي دليل على أنه "مخطط "بونزي".

وذكرت أن الاستثمارات ذات العوائد المالية المرتفعة والمخاطر المنخفضة أحد أبرز تلك الشواهد، فضلاً عن الاستثمارات التي تظل تدر عوائد مرتفعة وبشكل منتظم حتى بالرغم من تقلبات السوق.

كما شدد اللجنة على ضرورة حصول الشركات الاستثمارية على ترخيص لمزاولة نشاطها، حيث أن معظم الشركات التي تُطبق مخطط "بنزي" لا تلتزم بذلك، فضلاً عن التحذير من تعثر المستثمرين في الحصول على عوائدهم ومماطلة الشركة في منحهم إياها.

ويعد عدم الدخول في استثمارات غير مفهومة من جانب المستثمر أحد أبرز الأشياء التي حذرت منها لجنة الأوراق المالية.