TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

هل تكتب الصين نهاية عصر "البترودولار"؟

هل تكتب الصين نهاية عصر "البترودولار"؟
في مارس 2017 افتتح البنك المركزي الروسي أول مكتب له في الخارج داخل بكين

من: نهى النحاس

مباشر: تجددت التقارير التي تشير إلى عزم الصين على طرح عقود آجلة للنفط بعملة اليوان وليس بالدولار الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يمثل ضربة قوية للعملة الأمريكية.

ويرتكز الدولار على الذهب الأسود في اكتساب جزء من قوته الدولية، نتيجة اعتماد دول العالم على الورقة الخضراء في شراء الخام، لكن مع تدخل العملة الصينية في سوق النفط قد تهتز سيطرة الدولار على تسعير أسواق السلع العالمية.

وأفادت تقارير صحفية بأن العقود المستقبلية للنفط ستكون أول عقود للسلع في الصين مفتوحة لصناديق الاستثمار ومؤسسات النفط الأجنبية، كما أنها ستكون قابلة للتحويل إلى ذهب.

ولكن ومع حقيقة ظهور تقارير مشابهة حول نية الصين تفعيل عقود جديدة للنفط باليوان خلال الأعوام الثلاثة الماضية دون تنفيذ فعلي حتى الآن.

بداية النفط الدولاري

في عام 1974 بدأ تداول النفط عبر عملة الدولار الأمريكي مما ساهم في دعم قيمة الدولار منذ ذلك الحين، مع حاجة دول العالم للحصول على الخام اللازم للإنتاج والاستهلاك.

وفي عام 1988 ظهرت العقود الآجلة الأولى لخام "برنت" القياسي كوسيلة للتجارة، وذلك لتلافي تحركات الأسعار المتقلبة وتحقيق الاستقرار في السوق.

وظهرت عدة محاولات لتقليص سيطرة الدولار على أسواق السلع العالمية، لكنها لم ترق لمستوى تهديد حقيقي للعملة الأمريكية.

وكانت البداية من جانب روسيا -ثالث أكبر دولة منتجة للخام على مستوى العالم- في 2015 عندما أعلنت أنها ترغب في تنفيذ جميع عمليات شراء الخام مع الصين باستخدام اليوان.

وستسمح هذه الخطوة للدول المصدرة للنفط مثل إيران وروسيا بتجاوز العقوبات الأمريكية عن طريق التجارة باليوان بدلاً من الدولار الأمريكى.

ولكن وحتى اللحظة الراهنة فإن النفط يتم تداوله عبر العملة الأمريكية، حيث يؤثر ويتأثر في أداء الخام.

لماذا الصين؟

تعد الأنباء المتداولة حول عزم الصين إطلاق عقود آجلة للنفط باستخدام اليوان وقابلة للتحويل إلى ذهب ليس بالنبأ الجديد، فقد سبق وأن ظهرت تقارير مشابهة حول الأمر من قبل 3 سنوات.

وتتم تلك العملية المرتقبة عبر شراء العقود الآجلة للنفط باستخدام عملة اليوان، وللتسهيل على المستهلك وفي خطوة "جاذبة وداعمة" للأمر فإن العقود قابلة للتحويل إلى الذهب في بورصتي "شنغهاي" و"هونج كونج".

وتود الحكومة الصينية تدويل اليوان، وأن تتم العمليات التجارية عبر عملتها المحلية، خاصة بعد إقرارها كعملة حقوق سحب خاصة لدى صندوق النقد الدولي، لتنضم إلى قائمة قصيرة تضم الدولار واليورو والين والإسترليني.

وفي يونيو الماضي أبرمت بورصة "شنغهاي" 4 اختبارات في بيئة إنتاج العقود الآجلة للنفط الخام، وتستمر الأعمال التحضيرية في سبيل إدراج العقود الآجلة للنفط لإطلاقها في نهاية العام الجاري.

وبعد أن أصبحت الصين أكبر مستورد للنفط في العالم خلال النصف الأول من 2017 أصبح بإمكانها إقناع السعودية بتداول الخام عبر استخدام عملة اليوان.

الصين ليست الوحيدة

لا تعد الصين هي الدولة الوحيدة التي تسعى نحو إضعاف أو إلغاء هيمنة الدولار على أسواق السلع الأساسية، بل تشاركها في ذلك دول أخرى منها روسيا.

وفي 2014 أبرمت الصين عقدين مع روسيا لفترة 30 عاماً ينص على تصدير روسيا الغاز للصين عبر عملتي الروبل واليوان وليس بالدولار.

وفي مناسبات عديدة أشار مسؤولون روس إلى أنهم يعتزمون إجراء صفقات مع الصين باستخدام الذهب كوسيلة لتهميش قوة الدولار في التجارة الثنائية بين الدول.

كما ذكر مسؤولون روس أنهم يعتزمون إجراء صفقات مع الصين باستخدام الذهب، وعليه تم إحراز صفقات تجارية عديدة بين البلدين 

وفي العام الماضي صرح رئيس البنك المركزي في روسيا بأن البلدين يرغبان في تسهيل المزيد من الصفقات بالذهب.

وفي مارس 2017 افتتح البنك المركزي الروسي أول مكتب له في الخارج داخل بكين كخطوة مبكرة في تطبيق معيار تجارى مدعوم بالذهب، وسيتم ذلك من خلال إنهاء عملية إصدار أول سندات قرض اتحادي مقومة باليوان الصيني والسماح باستيراد الذهب من روسيا.