من: نهى النحاس

مباشر: يشهد نهاية الشهر الجاري اجتماع "جاكسون هول" السنوي، والذي يجتمع فيها قادة الاقتصاد في العالم، حيث يلتقي رؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية من جميع أنحاء العالم.

ومع اعتياد المستثمرين إعلان المسؤولين تصريحات قوية خلال تلك الاجتماعات، والتي تؤثر بشكل كبير على الأسواق، تبرز أهمية وترقب فعاليات الاجتماع من عام لآخر.

ما هي اجتماعات "جاكسون هول"؟

في عام 1978 عقد بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة "كانساس" الأمريكية ندوة السياسية الاقتصادية السنوي، والذي كان يركز على القضايا التي لا تحظى باهتمام مباشر في الفترة الراهنة، لكنه ينظر إلى القضايا والاتجاهات الناشئة.

ومنذ عام 1981 أصبح يُعقد الاجتماع في "جاكسون هول"، ويحضره جميع رؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية ومحللو الأسواق من جميع أنحاء العالم.

وتركز ندوة "جاكسون هول" السنوية على قضايا اقتصادية هامة تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والاقتصادات العالمية.

وتُتابع إجراءات الندوة عن كثب من جانب المستثمرين، حيث إن تعليقات وملاحظات المسؤولين من شأنها أن تؤثر على أوضاع السوق.

ويُقدم لبنك "كانساس" الأوراق المقرر عرضها في الاجتماع، وينشرها البنك على موقعه وقت تقديمها في الاجتماع، ولا يجوز تقديم أوراق أخرى مثل تعليقات المشاركين، إلا بعد انتهاء الحدث، ولكن يتم نشرها عند توفرها.

لكن على الرغم من ذلك فإنه يتم اختيار عدد محدود جداً من الصحفيين لتغطية فعاليات الندوة، ويدفع جميع المشاركين في الندوة، بمن فيهم أعضاء الصحافة رسوماً مقابل حضور فعالياتها.

متى يجتمع مصرفو العالم وماذا سيناقشون؟

تُعقد الندوة السنوية لـ"جاكسون هول" للعام الجاري خلال الفترة من 24 وحتى 26 أغسطس، تحت عنوان: "تعزيز الاقتصاد العالمي الديناميكي"، ولن يُنشر قائمة المتحدثين داخل الاجتماع إلا قبل انطلاقه بفترة وجيزة.

وانصبت التكهنات بشأن القضايا المزمع مناقشاتها داخل المؤتمر حول البنك المركزي الأوروبي وسياسته المرتقبة، خصوصاً وأن الاجتماع سيُعقد قبيل اجتماع السياسة النقدية داخل المركزي الأوروبي والمقررة في سبتمبر المقبل.

وأعلن البنك المركزي الأوروبي في عام 2014 أنه سيبدأ برنامجاً لشراء السندات في منطقة اليورو، في إطار ما يسمى "التيسير الكمي"، لتحفيز النمو الاقتصادي والتشغيل.

وكانت التوقعات قد أشارت إلى أن البنك المركزي سيعلن عن تقليل حيازته من السندات في اجتماع سبتمبر المقبل.

لكن بعد أن أفادت تقارير صحفية بأن رئيس البنك المركزي الأوروبي لن يُقدم أي رسائل جديدة بشأن السياسة النقدية، وأنه سوف يركز على موضوع المؤتمر والذي يهتم بأداء الاقتصاد العالمي، أصبح مصير القضايا الشائكة التي ستخضع للمناقشة غير معروف.

وكان "ماريو دراجي" صرح في شهر يونيو بأن سياسات التحفيز للبنك تعمل بشكل جيد، وستنتهي بشكل تدريجي مع تسارع أداء الاقتصاد.

وساهمت تلك التصريحات بارتفاع قوي في قيمة اليورو، لتخرج تصريحات من المركزي الأوربي بعد ذلك تُفيد إساءة فهم تلك التصريحات.

كيف تتأثر الأسواق بالاجتماع؟

أحياناً ما كان يتم استخدام مؤتمر "جاكسون هول" للإعلان عن خطط السياسة النقدية في بعض البنوك المركزية.

وفي 2010 أعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي خلال الاجتماع عن خطته في اتباع سياسة نقدية تيسيرية، وكان ذلك وقت الأزمة المالية العالمية، وكان من ضمن 5000 كلمة أدلى بها "بن برنانكي"، يوجد 2000 كلمة حول مزيد من الخيارات نحو تخفيف السياسة النقدية.

وتسببت تصريحاته في تقلبات بأسواق الأسهم، حيث تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز"، لكن في الوقت نفسه كانت لتصريحات "برنانكي" حول مزيد من شراء السندات دور في تعزيز شهية المستثمرين نحو المخاطرة، وسجلت جميع مؤشرات الأسهم الثلاثة الرئيسية في الولايات المتحدة ارتفاعاً قياسياً في شهر الاجتماع.

وفي اجتماعات 2014، عندما تحدث "دراجي" عن عزم المركزي الأوروبي إغراق الأسواق في برنامج التيسير الكمي، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية والألمانية بمقدار من 20 إلى 30 نقطة، في الأسابيع التي تلت تلك التصريحات، لتستأنف بعد ذلك تراجعها الحاد بفعل برنامج شراء الأصول.