TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا يتهاوى الدولار الأمريكي عالمياً؟

لماذا يتهاوى الدولار الأمريكي عالمياً؟
على مدار الشهر الماضي هبط اليورو أمام الدولار بنسبة 4.6%

من - نهى النحاس:

خسائر حادة تتعرض لها العملة الأمريكية منذ أكثر من أسبوعين، فقدت معها مكاسبها القوية التي حققتها بعد انتخاب الرئيس الأمريكي في نهاية العام الماضي.

ويتعرض الدولار إلى ضغوط متنوعة بين توترات سياسية وبيانات اقتصادية سلبية إلى جانب التعافي من جانب العملات الأخرى، مما يمثل ضغطاً زائداً على العملة الأمريكية.

وسجل الدولار أسوأ أداء فصلي منذ عام 2010 خلال الربع الثاني من العام الجاري، ليواصل خسائره الحادة خلال الأسبوعين الماضيين، منخفضا لأدنى مستوى في أكثر من عامين أمام اليورو.

توترات أمريكية داخلية

ويتراجع الدولار الأمريكي وسط حالة من عدم اليقين السياسي داخل الولايات المتحدة، حيث يبرز عدم وضوح بشأن إدارة "دونالد ترامب"، خاصة بعد الشكوك من إمكانية تمرير مشروع قانون "أوباما كير".

ويتعرض مشروع القانون إلى اضطرابات خلال تلك الفترة، بعد أن أعلن عضوان في مجلس الشيوخ خلال الأسبوع الماضي أنهما سيعارضان مشروع قانون الرعاية الصحية الجمهوري الحالي.

لكن على الجانب الآخر ذكر "ترامب" في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: "إذا لم يتم إلغاء واستبدال أوباما كير ستكون العواقب أكبر مما يمكن أن يدركه أي شخص".

كما ساهم ارتفاع درجة الشك داخل البيت الأبيض حول تعاون حملة الرئيس الأمريكي الانتخابية مع روسيا من عدمه في زيادة الضغوطات على العملة المحلية.

ولعبت البيانات الاقتصادية دوراً في الانخفاض الأخير في قيمة الدولار، حيث تراجع معدل التضخم الأساسي، خلال شهر يونيو على عكس التوقعات.

كما انخفضت مبيعات التجزئة الأمريكية خلال الشهر الماضي، وهبطت ثقة المستهلكين خلال الشهر الجاري لأدنى مستوى منذ أكتوبر الماضي.

وتزامن مع تلك البيانات تراجع الدولار أمام الإسترليني عند أدنى مستوى في 10 أشهر، تجاوزت معه العملة البريطانية مستوى الـ1.3 دولار.

ضغط العملة الأوروبية

حالة من الانتعاش شهدتها العملة الأوروبية الموحدة منذ نحو شهر، بعد تفاؤل المستثمرين تجاه سياسة المركزي الأوروبي، مما أدى إلى تقلص قيمة الدولار أمامها، وانخفاضها عند أدنى مستوى منذ عامين.

وبدأ التراجع في قيمة العملة الأمريكية أمام اليورو في نهاية الشهر الماضي، عندما لمح رئيس المركزي الأوروبي إلى إمكانية تقليص برنامج التيسير الكمي في منطقة اليورو، مما تسبب في تهاوي الدولار معه لأدنى مستوى في 10 أشهر.

وواصلت العملة الأوروبية مكاسبها وسجلت أقوى أداء فصلي خلال الربع الثاني من العام الجاري تزامناً مع تكهنات بدء تقليص السياسة التيسيرية للبنك المركزي الأوروبي.

وعلى مدار الشهر الماضي هبط اليورو أمام الدولار بنسبة 4.6%، إلى جانب انخفاضه بنسبة 11.4% منذ بداية العام الجاري.

وخلال 5 أيام هبط الدولار أمام اليورو من مستوى 1.15 دولار إلى 1.17 دولار، متراجعاً لأدنى مستوى منذ يناير 2015.

هل ستعاود العملة الأمريكية الارتفاع؟

تباينت توقعات المحللين حول أداء الدولار خلال الفترة المقبلة بين تكهنات استعادة مستوياته المرتفعة، وأخرى تشير إلى اتجاهه نحو مزيد من التراجع.

وتوقع محللون أن يتراجع الدولار أمام اليورو إلى مستوى 1.20 دولار بنهاية العام الحالي، نتيجة تراجع قناعات المستثمرين نحو اقتصاد الولايات المتحدة.

كما ارتفعت قيمة الأموال التي يدفعها المستثمرون للتأمين ضد مخاطر تراجع الدولار لأعلى مستوى منذ الأزمة العالمية، في إشارة إلى عدم الثقة في مستقبل الدولار.

وكشف مؤشر "بلومبرج" للحماية من المخاطر أن قيمة مدفوعات المستثمرين للحماية من مخاطر تراجع الدولار ارتفعت لأعلى مستوى منذ 2009، تزامناً مع تراجع الدولار أمام اليورو لأدنى مستوى منذ عامين.

على الجانب الآخر، قال كبير الاستراتيجيين العالمي في "أمهرست بيربونت" في تصريحات لمحطة "سي إن بي سي" الأمريكية: "أعتقد أننا ذاهبون إلى بيئة ايجابية للدولار"، متوقعاً أن يرتفع أمام العملات الرئيسية بنسبة تتراوح بين 3% و4% خلال الفترة القادمة.

وتابع أن العملة الأمريكية قد تشهد قليل من التحسن أمام اليورو عند 1.04 دولار، وتحسن أقل أمام العملة اليابانية، مشيراً أن العملة الأمريكية قد ترتفع أمام الجنيه الإسترليني إلى مستوى 1.20 دولار.