أعلنت الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب)، التي تصنّف كمصرف تنمية متعدد الأطراف تمتلكه الدول العشر الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، اليوم عن استحواذها على حصة "الشركة العربية للأنابيب" البالغة 5.62٪ في شركة التصنيع وخدمات الطاقة السعودية "طاقة". وبذلك، فقد أصبحت "ابيكورب" حالياً ضمن فئة ثالث أكبر مساهمي الشركة بامتلاكها 11.25 مليون سهم. وتملك حكومة قطر 10٪ من أسهم شركة ابيكورب.

تعتبر "طاقة" شركة مساهمة مغلقة تأسست في عام 2003 في إطار استراتيجية الخصخصة بالمملكة العربية السعودية، وهي مملوكة بنسبة 45% من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، بينما تعود ملكية الحصص الباقية إلى عدة مؤسسات وشركات سعودية ومستثمرين صناعيين.

وفي هذه المناسبة، قال أحمد بن حمد النعيمي، الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة "ابيكورب": "تنسجم تماماً صفقة الاستحواذ على هذه الحصة في شركة ’طاقة‘مع استراتيجيتنا الاستثمارية. كما تعكس التزامنا بدعم شركات الطاقة العربية الرائدة التي تظهر نمواً كبيراً وقدرات جيدة لتقديم منتجات ذات قيمة مضافة. وفي الوقت ذاته ، فإن هذه الصفقة تتوافق مع هدفنا المتمثل في تنويع أصول محفظة مساهماتنا لتشمل القطاعات التي تقدم خدمات حيوية لدعم صناعة النفط والغاز. وقد حققت شركة ’طاقة‘ نمواً قوياً خلال العقد الماضي وساهم تطورها في خلق فوائد اقتصادية ملموسة، من بينها نقل المعرفة. وكجزء من رؤيتنا، فإننا حريصون على الاستثمار في شركات مثل ’طاقة‘، التي تلعب دوراً هاماً في مساعدة الدول العربية على تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في سلسلة القيمة المضافة لصناعة الطاقة. ومع استعداد شركة "طاقة" لتوسيع عملياتها، فإننا نتطلع إلى دعم نموها بالتعاون مع بقية المساهمين الرئيسيين".  

تتمتع "ابيكورب" بسجل حافل بالنجاح كمساهم ومؤسس في رؤوس أموال العديد من الشركات العاملة في مجال النفط والغاز بالعالم العربي. ويسهم بنك التنمية متعدد الأطراف في التنمية الاستراتيجية والإدارية للشركات التي يستثمر فيها، ويمنحها العديد من نقاط القوة مستنداً إلى رأس ماله وسيولته القويتين، وعلاقاته الوطيدة التي تجمعه  بمجموعة من المؤسسات الفاعلة، وتقديمه لخدمات الاستشارات المالية، ودرايته الواسعة في مجالي التقنية وإدارة المشاريع.

وتمتلك شركة "طاقة"، ومقرها الرياض، محفظة كبيرة من الشركات التابعة والشقيقة نتيجة دخولها في مشاريع مشتركة مع شركات عالمية رائدة. وتعتبر هذه الشركات اليوم من رواد المشغلين في مجالات مثل الحفر، والخدمات الجيوفيزيائية، وخدمات تنمية حقول النفط، وتصنيع الأنابيب غير الملحومة، والغازات الصناعية، وتصنيع المنصات البحرية لاستخراج النفط والغاز. وتشمل المشاريع المشتركة التي تعتبر فيها "طاقة" المساهم الأكبر كلاً من "شركة الحفر العربية" وهي واحدة من أكبر شركات الحفر في السعودية؛ وتأسست بالشراكة مع "شلمبيرجير للخدمات البترولية"؛ و"الشركة العربية للجيوفيزيقا والمساحة"؛ التي تأسست بالشراكة مع "الشركة العامة للجيوفيزياء- فيريتاس"؛ و"الجبيل لخدمات الطاقة"؛ أول شركة لإنتاج الأنابيب غير الملحومة في منطقة مجلس التعاون الخليجي.

تشمل المشاريع المشتركة الأخرى شركة "سنجل الدولية السعودية المحدودة" المتخصصة بتقديم خدمات تطوير حقول النفط، والتي تأسست بالشراكة مع "سنجل الدولية" التي تتخذ من كندا مقراً لها؛ وشركة "سايبم طاقة الرشيد للتصنيع المحدودة"؛ أول مبادرة رئيسية لتصنيع المنصات البحرية لاستخراج النفط والغاز في السعودية؛ والتي تم تأسيسها كمشروع مشترك مع شركة الهندسة الإيطالية "سايبم"، و"إير ليكيد العربية" بالتحالف مع "إير ليكيد"، أكبر مزود للغازات الصناعية في العالم. وقد وقعت "إير ليكيد العربية" على اتفاقية مع شركة "أرامكو السعودية" لتزويد مشاريع "أرامكو" في منطقة "القريّة" بغاز النيتروجين لمدة 20 عاماً، وبدأت مؤخراً بناء معامل عالية السعة  لتزويد شركة "مصفاة البحر الأحمر" في مدينة ينبع بغاز الهيدروجين لمدة 30 عاماً.

وقد شهدت شركة "طاقة" نمواً ثابتاً منذ تأسيسها في عام 2003، حيث حققت في عام 2012 أرباحاً صافية بلغت 175 مليون ريال سعودي، بنمو نسبته 237% بالمقارنة مع عام 2011. كما بلغت قيمة إجمالي أصول الشركة 7.8 مليار ريال سعودي في نهاية العام الماضي.

وأضاف النعيمي: "يعزز النمو القوي لشركة ’طاقة‘ واستراتيجيتها التوسعية من مكانتها كإضافة قيّمة من أجل تنويع محفظة مساهماتنا، والتي شهدت في وقت سابق من هذا العام إطلاق صندوق ابيكورب لنقل المنتجات البترولية. وقد ساعدنا على تسريع زخم نمو استثماراتنا إرساء توازن سليم في مصادر تمويلنا، بالإضافة إلى إدارة أصولنا بحكمة. ويعود نجاح استثماراتنا إلى الجودة العالية لأصولنا، والتي كانت عاملاً رئيسياً في حصول ابيكورب على إعادة تأكيد تصنيفها الائتماني المرموق Aa3 من قبل وكالة موديز في سبتمبر من هذا العام. وبناء على هذه المعطيات الإيجابية، سنواصل استكشاف الفرص الاستثمارية في قطاع النفط والغاز وقطاع الخدمات في العالم العربي".

وكانت الشركة العربية للأنابيب قد أعلنت في وقت سابق عن بيع كامل حصتها في شركة التصنيع وخدمات الطاقة بقيمة 168.75 مليون ريال، وتوقعت أن تحقق ربحا قدره 56.25 مليون ريال وسيظهر أثره المالي خلال الربع الرابع من العام الحالي 2013.