واصلت الأرباح المجمعة للبنوك السعودية المدرجة بسوق الأسهم نموها للربع السادس على التوالي (الربع الأول 2012م) محققة مبلغ 7.66 مليارات ريال مقارنة بمبلغ 6.25 مليارات ريال لنفس الفترة من العام الماضي وبنسبة نمو بلغت 23%، وبذلك تكون قد سجلت أعلى أرباح فصلية منذ أكثر من خمس سنوات، وكان لارتفاع الدخل من العمليات الخاصة وانخفاض المخصصات الأثر في زيادة الأرباح لبعض البنوك كما ساهم الدخل المحقق من عمليات الوساطة في سوق الأسهم في تعزيز أرباح بعض البنوك الصغيرة.

ومن المفيد هنا إلقاء نظرة على نسب نمو الأرباح المجمعة للبنوك خلال السنتين الماضيتين وبالتالي نتوقع نمو أرباح البنوك بنهاية العام الحالي بنسبة 18% لتصل إلى 30 مليار ريال وبذلك تكون البنوك قد حققت أعلى أرباح تاريخية .

وعند استعراض أرباح البنوك للربع الأول نجد أن بنك البلاد قد حقق أعلى نسبة نمو في الأرباح بلغت 150% (بعد خصم 373 مليون أرباح غير متكررة) وتلاه بنك الجزيرة بنسبة نمو 131% ثم بنك الإنماء 114% وبنك الرياض 22% أما أقل نسبة نمو في الأرباح فقد حققها بنكا سامبا والاستثمار بنسبة نمو ضعيفة بلغت 2% فقط .

وبالنظر إلى ميزانيات البنوك المجمعة للربع الأول من العام 2012 نجد أن موجودات البنوك قد حققت نسبة نمو بلغت أكثر من 10% مقارنة بالربع المماثل من 2011م لتصل إلى مبلغ 1250 مليار ريال كما نمت الودائع بنسبة 12% مقارنة بالربع المماثل من 2011م لتصل إلى رقم تاريخي حيث وصلت إلى 944 مليار ريال وفي المقابل ارتفعت القروض بنسبة 15% مقارنة بالربع المماثل من 2011م لتصل إلى مبلغ 758 مليار ريال .

نعتقد أن أهم العوامل التي سوف تدعم نمو أرباح البنوك خلال بقية العام هي ارتفاع الودائع وارتفاع عمليات الإقراض وانخفاض المخصصات لبعض البنوك ومن جانب آخر فإن أهم التحديات التي سوف تواجه البنوك السعودية خلال بقية العام هي: الإفراط في الإقراض لنوعين من الشركات: وهي الشركات الكبري الحديثة التكوين والشركات العائلية بدون وجود ضمانات كافية (الإقراض على السمعة) وانخفاض أحجام التداول في سوق الأسهم مما سيحرم بعض البنوك الصغيرة من مصدر مهم للأرباح اضافة الى التأثر بالسياسات النقدية الأمريكية وخصوصا إذا علمنا أن الريال مرتبط بالدولار .