قال الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة إن الاستثمارات التي تشهدها المملكة توكد على مكانة ومتانة اقتصاد المملكة بالرغم من كل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، وأن ذلك كان نتيجة السياسة الاقتصادية المتوازتة التي تنتهجها المملكة، مشيرا إلى أن هذه السياسة جنبت المملكة في الفترة الماضية التدهور الاقتصادي الذي شهدته كثير من الدول حول العالم قبل عدة سنوات.

وكان وزير التجارة والصناعة يتحدث خلال تشريفه أمس بجدة حفل توقيع هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية وشركة سيمنس عقد تأجير أرض لإنشاء مشروع صناعي رائد بالمدينة الصناعية الثانية بالدمام وبحضور السفير الألماني بالمملكة وبحضور عدد من التنفيذيين ب"مدن" وشركة سيمنس وعدد من المسولين بالسفارة الألمانية بالرياض والقنصلية الألمانية بجدة.

وقد وقع العقد من طرف هيئة المدن الصناعية م. صالح بن إبراهيم الرشيد مدير عام الهيئة ومن جانب شركة سيمنس م. اريا طالاكار الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس في المملكة.

وأكد الربيعة ل"الرياض" أن السياسة المتوازنة للمملكة وما لديها من احتياطي سوف يودي إلى استمراريتها في النمو المتوازن في الفترة القادمة، مستدلا على ذلك بتوافد الشركات العالمية للاستثمار في المملكة.

وأضاف أن هيئة المدن الصناعية ضاعفت من حجم الأراضي المعدة للاستثمار الصناعي، متوقعا تضاعف هذة الأراضي بنهاية 2015م، مؤكدا أن الوزارة ستقدم كل التسهيلات اللازمة وستضع كل إمكانياتها وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظة الله- والحريص على أن تكون المملكة دولة صناعية متقدمة ورائدة في المجال الصناعي.

وقال الربيعة إن هذا المشروع يعد من المشاريع العملاقة التي نجحت مدن في استقطابها للمملكة وستقدم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، مضيفا "نحن سعداء بتوقيع هذا العقد مع (سيمنس) في مجال صناعة مولدات الطاقة بالمملكة، وسوف يحقق قيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطني وسيخلق ما يقارب 1000 فرصة عمل للشباب السعودي، وقد بدأت الشركة بالفعل بتدريب مجموعة من المهندسين السعوديين في مواقعهم بالمملكة وفي ألمانيا ونثق بأن هذا المشروع سيوجد مشاريع أخرى وسينطلق بمشئة الله في نهاية 2013م".

وستقوم شركة سيمنس للطاقة ببناء مصنع لإنتاج التوربينات الغازية لمحطات الطاقة الكهربائية والضواغط على الأرض المخصصة للمشروع بالمدينة الصناعية الثانية بالدمام على مساحة قدرها 220,000 م2، وستقوم الشركة باستثمار مئات الملايين من الدولارات في بناء مجمع صناعي لإنتاج التوربينات الغازية لمحطات الطاقة الكهربائية والضواغط.

كما سيتم إنشاء مواقع الصيانة ومرافق خدمة العملاء، ولتوريد احتياجات السوق السعودي من التوربينات الغازية لمحطات الطاقة، حيث تشير معلومات الشركة الألمانية إلى أن السعودية تعتبر من أكبر دول الشرق الأوسط نمواً في احتياجات الطاقة الكهربائية لذلك يرتفع الطلب سنوياً بشكل ملحوظ على الطاقة الكهربائية لذا سعت إلى المساهمة في هذا النمو بإنشاء المصنع العملاق.

وسيكون هذا المصنع الأكبر على مستوى الشرق الأوسط المتخصص في هذه التوربينات الغازية ومن أكبر مصانع سيمنس على مستوى العالم بعد المصنعين الأول في ميونخ بألمانيا والثاني في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدرت قيمة الاستثمار المتوقع في هذا المصنع بمئات الملايين من الدولارات، ومن المقرر أن تبدأ الشركة أعمال البناء في المشروع شهر مايو 2012 واكتمال البناء في أواخر عام 2013.

من جانب آخر قال مدير عام هيئة المدن الصناعية م. صالح الرشيد إن الهيئة وفرت الأراضي الصناعية في جميع مناطق المملكة لتصل الآن إلى 110 مليون متر مربع من الأراضي الصناعية المطورة، وتسعى بكل جهد لتطوير المدن الصناعية وتزويدها بالمرافق والخدمات، لإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية والمحلية، ونشكر شركة سيمنس لإنشاء مشروعها بالمدينة الصناعية الثانية بالدمام ونشير إلى أن هذه المشاريع العملاقة ستوجد فرص صناعية لمشاريع تكميلية ومساندة، مقدما الدعوة لرجال وسيدات الأعمال للاستثمار في القطاع الصناعي أو اللوجستي في المدن الصناعية الجديدة.

إلى ذلك قال الدكتور رولاند فيشر الرئيس التنفيذي لقسم توليد الطاقة الأحفورية لشركة سيمنس "شركة سيمنس كشريك على المدى الطويل للمملكة ملتزمة باستحداث فرص عمل محلية وتمكين نقل المعرفة، وسنعمل على إنشاء مجمع صناعي بتقنيات عالية وخلق فرص عمل مؤهلة تأهيلا عاليا، وإننا سوف نسهم إسهاما كبيرا في مواصلة تطوير الصناعة بالمملكة".