يتوجه وفد من رواد الأعمال الإماراتيين غداً (الاثنين 24 نوفمبر 2016) إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في زيارة تنظمها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع السفارة الأمريكية في أبوظبي، في إطار برنامج الزائر الدولي القيادي IVLP الذي يشرف عليه مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية الأمريكية، وتستمر الزيارة حتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

 

وتهدف الزيارة التي تدور حول محور "الابتكار وريادة الأعمال"، إلى تقديم رواد الأعمال الإماراتيين إلى المجتمع الأمريكي، والمساهمة في الاطلاع على أحدث المستجدات والسياسات والمقاربات الإدارية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بريادة الأعمال في الولايات المتحدة ومدى مساهمة الابتكار في تطويرها، ومتابعة أحدث الحلول والممارسات المتبعة في دعم وتنمية بيئة الأعمال.

 

ومن المقرر أن تشمل الزيارة عدة محطات في ثلاث مدن أمريكية هي نيويورك وديترويت وسان دييغو، يلتقي خلالها أعضاء الوفد الإماراتي نخبة من نظرائهم من رواد ورجال الأعمال والخبراء الأمريكيين، ويزورون عدداً من المؤسسات والشركات وبيوت الخبرة في المجالات التي تركز عليها الزيارة، بما يساهم في نقل المعرفة وتبادل الخبرات وتوسيع آفاقهم فيما يخص المهارات والتقنيات المتبعة في هذا القطاع.

 

وقال عبد الله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، إن الزيارة تكتسي أهمية كبيرة نظراً إلى أثرها المرتقب بتعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين المجتمعين الإماراتي والأمريكي، وبناء روابط مهنية متينة بين رواد الأعمال الإماراتيين وعدد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية، فضلاً عن تعميق الرؤى المشتركة مع شخصيات ذات خبرة ومعرفة في القطاعات المتعلقة بالابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال بالولايات المتحدة، الأمر الذي يؤسس لشبكة من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المثمرة بين الجانبين.

 

وأضاف عبد الله آل صالح أن دولة الإمارات تبذل جهوداً متواصلة لتنمية ريادة الأعمال الوطنية ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث طورت التشريعات والحوافز المعززة لاستيعاب المشاريع الريادية وتوفير أفضل الخدمات لها، الأمر الذي انعكس في تحقيق الدولة مراتب متقدمة على المؤشرات العالمية، حيث تبوأت المرتبة الأولى إقليمياً و19 عالمياً على مؤشر ريادة الأعمال العالمية 2016، وكذلك المركز الأول إقليمياً و22 عالمياً في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2015، مشيراً إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل بصورة حثيثة لإثراء هذا القطاع الحيوي بأفضل الخبرات العالمية عبر عدد من الأنشطة والزيارات، من أهمها زيارة نُظمت إلى ماليزيا في مايو الماضي، وزيارتان مرتقبتان إلى الهند وفنلندا الشهر المقبل. 

 

كما تمثل الزيارة، بحسب آل صالح، جزءاً من مساعي الوزارة لتقوية العلاقات الاقتصادية مع دول العالم بما يخدم المصالح التجارية للدولة، فضلاً عن مساهمتها في تنويع الأنشطة الاقتصادية وتمكين منظومة الابتكار في مختلف القطاعات الحيوية، الأمر الذي يصب في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة، ويعكس رؤيتها ببناء اقتصاد تنافسي مستدام ومتنوع بقيادة كفاءات وطنية تتميز بالمعرفة.

 

وأوضح آل صالح بأنه سيتسنى لرواد الأعمال خلال الزيارة تعزيز معلوماتهم حول الدور الكبير لكل من ريادة الأعمال وحرية الأسواق في النمو الاقتصادي، وسيطلعون على أهمية تمكين الشفافية والمسؤولية في الأعمال التجارية والأداء الحكومي بصفتهما ركيزتين رئيسيتين لتحقيق النمو المطلوب اقتصادياً واجتماعياً. كما سيطلعون على أحدث التوجهات المتعلقة بقطاع المشاريع المتوسطة والصغيرة في الولايات المتحدة، وأساسيات التفكير الريادي الناجح والمبتكِر، والأساليب الحديثة في جذب المستثمرين والممولين بما يعزز من نمو المؤسسات الناشئة.

 

 

اجتماع تحضيري للزيارة بحضور الرواد ومشاركة السفارة الأمريكية

 

وفي سياق متصل، عقدت وزارة الاقتصاد اجتماعاً تحضيرياً في ديوان عام الوزارة بأبوظبي، بهدف استكمال ترتيبات ما قبل المغادرة، وإطلاع رواد الأعمال على برنامج الزيارة بصورة معمقة، ومناقشة أفضل السبل لتعظيم الاستفادة من الأنشطة التي تشتمل عليها الزيارة في ثلاث محطات تشمل ولايات نيويورك وميشيغن وكاليفورنيا.

 

ترأس الاجتماع محمد ناصر حمدان الزعابي،  مدير إدارة الترويج التجاري والاستثمار بوزارة الاقتصاد، وحضره كل من منى مضغوكر، ملحق الشؤون الثقافية والتعليمية في السفارة الأمريكية بأبوظبي، وميديا الكاتب، منسقة البرامج في السفارة، إلى جانب وفد رواد الأعمال الذي يضم كلاً من سارة عبد الوهاب المدني، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعضو مجلس المنشآت والمشاريع المتوسطة؛ ومصطفى المساوى الهاشمي، المدير العام لشركة "أنظمة الملاحة الذكية"؛ وفرح القيسية، رئيس التلعثم التنفيذي في مبادرة Stutter UAE، والمهندس محمد جامع، المدير التنفيذي لشركة "حلول الإنارة المستدامة"، وخديجة أحمد بهزاد، مؤسِّسة ومديرة "سفرات للرحلات".

وقال محمد ناصر حمدان الزعابي إن الاجتماع يهدف إلى تزويد رواد الأعمال الإماراتيين بالمعلومات والتفاصيل التي تمكنهم من التفاعل المثمر خلال محطات الزيارة، فضلاً عن زيادة التعارف والتنسيق بين الرواد ومسؤولي السفارة الأمريكية الذين سيتخذون كافة الإجراءات الأولية التي تسهل وصول الرواد إلى الولايات المتحدة وتوفر لهم ترتيبات لوجستية ملائمة.

 

وأوضح الزعابي خلال الاجتماع أهم محاور التركيز التي ستركز عليها جولة الرواد في كل محطة من محطات الزيارة، حيث ستلقي الضوء على دور الابتكار وتطوير ريادة الأعمال في عدد من المجالات والصناعات، منها الأزياء، والطاقة النظيفة، وآليات التمويل الجماعي، وتنمية قوة العمل البشرية، وأهمية دور القطاع الحكومي في تعزيز ريادة الأعمال، فضلاً عن سبل تشجيع الشركات الناشئة واستدامة المنشآت الصغيرة، ودعم رائدات الأعمال النساء، ودور الجامعات في تطوير ريادة الأعمال.

 

من جانبها، قالت منى مضغوكر إن زيارة رواد الأعمال الإماراتيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضمن برنامج الزائر القيادي الدولي IVLP تحمل في طياتها فرصاً كبيرة للتعاون المستقبلي بين البلدين، حيث يؤمن مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية الأمريكية بأهمية تعميق الفهم المشترك مع مختلف دول العالم عبر التبادل التعليمي والمهني والثقافي، مؤكدة أن ذلك التبادل بقدر ما يعود بفوائد كبيرة على الرواد أنفسهم على المستوى الفردي والمهني، فإنه يعود بفوائد مماثلة على مستوى تعزيز العلاقة بين البلدين. 

 

وأضافت: "نجتمع اليوم مع الرواد المتميزين هنا في وزارة الاقتصاد لنرسم معاً ملامح رحلتهم التي نتوقع أنها ستكون مذهلة ومليئة بالفائدة، حيث سيتواصلون إلى مجموعة من أهم الشركات والمؤسسات ومراكز الابتكار وحاضنات الأعمال الأمريكية في عدد من القطاعات الحيوية. ونحن على ثقة بأنهم سيعودون وفي جعبتهم معلومات جديدة وفائقة الأهمية وأفكار مبدعة وحلول مبتكرة ستسهم في تطوير مفاهيمهم وتنمية أعمالهم واستثماراتهم".

 

من جانبهم، أعرب رواد الأعمال عن حماستهم للتواصل مع المبتكرين والرواد الأمريكيين والاطلاع على بيوت الخبرة في الولايات المتحدة، مؤكدين أن البرنامج سيثري خبراتهم ويرتقي بالمهارات والأساليب التي يعتمدون عليها في تحقيق التقدم والنمو المستدام في أعمالهم. ووجهوا الشكر إلى وزارة الاقتصاد على جهودها لتسهيل انضمامهم إلى البرنامج، وإلى السفارة الأمريكية على تنظيم جولة متميزة في الولايات المتحدة تعزز استفادتهم المرجوة. 

 

حيث قالت سارة المدني إن الزيارة ستساهم في إكسابها خبرات مهمة ستعمل على نقلها إلى الدولة، وكذلك ستعطيها أفكاراً مبتكرة للارتقاء ببرنامج "الشارقة سين" في غرفة الشارقة، والذي يهدف إلى تطوير مشاريع الشباب، مضيفة أن الزيارة ستساعدها من ناحية أخرى على تطوير عملها على المستوى الشخصي كرائدة أعمال في مجالي الأزياء والمطاعم.

 

فيما قالت فرح القيسية إن الزيارة تمثل فرصة ذهبية بالنسبة لها لتساهم في نقل صورة مشرفة للمجتمع الأمريكي عن الكفاءات والإمكانات التي تتمتع بها الكوادر البشرية الإماراتية، وفي الوقت نفسه تسمح لها بالاطلاع على أفضل الخبرات الأمريكية المتعلقة بتعزيز الإيجابية والثقة بالنفس في مجال التلعثم الذي يدخل في نطاق اختصاصها، والمبادرات المتميزة في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، والممارسات العملية لتحويل تلك المبادرات إلى أعمال ناجحة.

 

من جانبه قال مصطفى الهاشمي إن الزيارة ستساهم في اكتشافهم أفضل الفرص في مجال ريادة الأعمال، الأمر الذي يمكنهم من المساهمة في تطوير بيئة الأعمال الوطنية والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة الذي تتبناه دولة الإمارات.

 

وأعرب محمد جامع عن ثقته بأن الزيارة ستستهم في اطلاعه على جوانب علمية وعملية بالغة الأهمية في مجال الطاقة النظيفة والإضاءة بنظام LED والألواح الشمسية، إضافة إلى أهميتها من ناحية التواصل وبناء العلاقات مع مجتمع الأعمال الأمريكي الذي حقق تقدماً كبيراً ورائداً في هذا المجال التقني، مضيفاً أن التجارة الإلكترونية تمثل كذلك إحدى المجالات التي سيحرص على الاستفادة من أساليب تطويرها ونموها في الولايات المتحدة. 

 

فيما قالت خديجة بهزاد إن الزيارة فرصة مهمة لتبادل الخبرات والمعارف مع رود الأعمال الأمريكيين والاطلاع على آخر الحلول المبتكرة في مجال الرحلات، وبناء علاقات عمل وتواصل مثمر في هذا المجال حيث يمكن تنظيم رحلات مشتركة أو الاطلاع على أماكن جديدة لتوسيع برامج الرحلات التي تنظمها.