TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

مُحلل: السوق الكويتي يتفاعل سريعاً مع الأخبار الإيجابية ويتحوط ضد الأمور السلبية

مُحلل: السوق الكويتي يتفاعل سريعاً مع الأخبار الإيجابية ويتحوط ضد الأمور السلبية
مدير شركة مينا للاستشارات المالية والاقتصادية - عدنان الدليمي

من- محمد فاروق:

الكويت - مباشر: قال مدير شركة مينا للاستشارات المالية والاقتصادية- عدنان الدليمي، في حديث خاص لـ "مباشر"، إن تداولات الأسبوع كانت جيدة بالمجمل العام، حيث تحسنت المؤشرات والمتغيرات العامة، وأهمها القيمة التي ارتفعت إلى حوالي 16 مليون دينار بعد ما كانت 14 مليون، وكذلك ارتفعت المؤشرات بنسب جيدة تخطت 1%.

وأضاف: "سيطرت الإيجابية والتفاؤل على نفسيات المتداولين مما دفعهم للدخول بالسوق والاستفادة من الفرص المضاربية العديدة، خاصة في الأسهم الشعبية وكذلك في الأسهم القيادية".

وأوضح "الدليمي" أنه لا يزال عامل خبر الاستحواذ على شركة "فيفا" يُشكل مصدر دعم وجذب للسيولة وتحول في معدلات الثقة لدى المتعاملين، وذلك انعكس بشكل إيجابي على السوق بشكل عام وليس فقط على سهم "فيفا".

وأشار إلى أن المؤشر العام للبورصة يسير بخُطى ثابتة باتجاه الهدف النفسي 5800 نقطة، والذي اختبرناه في السابق مؤخراً أكثر من مرة، متوقعاً أن يتم تخطي هذا الهدف والاستقرار فوقه لبناء مراكز جديدة والانطلاق إلى مستويات أكبر.

وحول رأيه في تداولات شهر نوفمبر، قال "الدليمي" لـ "مباشر": "تداولات الشهر حتى الآن بارتفاع طفيف رغم تراجع التداول في كل أسابيع الشهر عدا الأسبوع الماضي الذي محى جميع الخسائر وأضاف 19 نقطة بالمحصلة النهائية حتى الآن".

وقال إن السبب في ارتفاع مؤشرات السوق خلال شهر نوفمبر هو التحسن الكبير في قطاع الاتصالات الذي نمى بنسبة كبيرة تفوق 12%.

وتوقع "الدليمي" أداءً جيداً للسوق الكويتي في شهر ديسمبر القادم بناءً على ما تحقق من إيجابية وتفاؤل ورغبة من المستثمرين في تعويض الخسائر وتحسين الميزانيات السنوية للشركات والمحافظ والصناديق. كذلك، نلاحظ أن السوق يتفاعل بشكل سريع مع أي أخبار إيجابية وهناك قدر كبير من التحوط ضد أي أمور سلبية.

وبالنسبة لرأيه في أداء سهم "فيفا" بعد عرض استحواذ "الاتصالات السعودية"، والتداعيات إذا تم الاستحواذ أو لم يتم على البورصة الكويتية، قال: "سهم فيفا حقق مكاسب كبيرة في قيمته السوقية منذ خبر الاستحواذ في حدود 20% بعدها تراجعت إلى 15% بفعل جني أرباح وبناء مراكز جديدة، والارتفاعات متوقعة في الأيام القادمة".

وأوضح "الدليمي" أنه من الطبيعي أن خبر كهذا سينعش السوق من الناحية النفسية والتحسن في الثقة، حيث إنه يعطي إشارة مهمة لرغبة المستثمرين للدخول بالسوق والاستحواذ على الأصول الجيدة. وبالتالي انعكس هذا الخبر على التداولات وتحسن القيمة الرأسمالية للسوق بحدود 260 مليون دينار (مليار دولار تقريباً).

وفيما يخص مسألة تراجع شركة "هيومن سوفت" عن الانسحاب من البورصة الكويتية، قال "الدليمي" لـ "مباشر" إن إعلان الشركة بالعدول عن الخروج من السوق أمر جيد جداً، حيث إنه يحصل لأول مرة بعد خروج أكثر من 25 شركة من السوق، ولم ترجع أي شركة.

وأضاف: "تراجع هيومن سوفت أيضاً جاء بسبب تحسن أوضاع السوق ومؤشراته، وبالتالي هذا أيضاً يعطينا إشارة إيجابية إضافية عن السوق الذي يسعى لتعديل أوضاعه من جميع النواحي. ومن المؤكد أن هذا القرار سيجعل الشركات الأخرى التي أعلنت انسحابها تفكر ملياً في العودة للسوق، إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، لأن بالفعل الأمور سائرة من تحسن إلى تحسن".

وألقى "الدليمي" نظرة على نتائج الشركات المُدرجة بالبورصة لفترة التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، حيث قال: "بتصوري أن الشركات التي دأبت في تاريخها على إعطاء توزيعات لمساهميها سوف تستمر في هذه السياسة بهذا العام بغض النظر عن تحسن الأرباح من عدمه. الأمر المهم هو أن الشركات القيادية بمجملها كان أداؤها جيداً ومبشراً للربع الرابع والسنوي. وربما تكون التوزيعات أقل هذه المرة بسبب الظروف المحيطة بالسوق والاقتصاد وكذلك الأوضاع القادمة ومن المهم التحوط منها".

وقال "الدليمي" إن نتائج القطاع المصرفي تشير إلى تحسن البيئة التشغيلية ومؤشرات البنوك، من الرسملة إلى جودة الأصول والقروض المتعثرة، والأهم وهو واضح بأن المخصصات أصبحت جودتها أفضل ونسبها أقل، وهذا سيجعل البنوك في أريحية من ناحية ترتيب ميزانياتها وإعلاناتها وقوة قراراتها مما سيدعم البنوك والاقتصاد والسوق.

وتوقع "الدليمي" أيضاً أن تكون البنوك محصنة من أي تداعيات اقتصادية بفعل تراجع أسعار النفط، وذلك بفضل قوة ميزانياتها.

وبالنسبة لتقييمه للوضع الاقتصادي في الكويت حالياً، قال: "الوضع الاقتصادي مرتبط بشكل أساسي في تحسن اقتصاديات النفط والأوضاع الاقتصادية العالمية. ويظهر لي بأن الكويت عملت ولا تزال تعمل على هيكلة الميزانية للسنوات القادمة بحيث تمتص الآثار السلبية الناجمة عن تراجع الإيرادات العامة، ومجابهة استحقاقات الإنفاق الجاري والاستثماري".

وأضاف: "نلاحظ أن مشاريع التنمية في الكويت بدأت بالفعل في التحرك في قطاعات البنية التحتية والطاقة، وهناك تركيز على تحسين الوضع في هذا الاتجاه. نحن بحاجة لفترة من الزمن لتلمس النتيجة الفعلية، ولكن فعلاً أرى بأن الأوضاع إلى تحسن".

وأخيراً، وحول الوضع السياسي بالمنطقة وازدياده تعقيداً، قال "الدليمي": "هذا العامل يتحرك بشكل سريع وعنيف، وبالفعل لا نستطيع التنبؤ بما سيحدث يوماً عن يوم أو بالتداعيات".

وضافي في ختام حديثه لـ "مباشر": "على كل حال، فالكويت تحاول جاهدة في اتخاذ كافة الإجراءات لحماية نفسها سياسياً واقتصادياً من الآثار الفورية والتداعيات المحتملة. واليوم المستثمر مهتم أكثر في الجانب الاقتصادي وهو كذلك يسعى بكل جهد للمحافظة على الأصول والاستفادة من الفرص المتوفرة والمحتملة".