TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل.. "أوراسكوم للاتصالات" بين نار "كوريولينك" وجنة "بلتون"

تحليل.. "أوراسكوم للاتصالات" بين نار "كوريولينك" وجنة "بلتون"
الصورة من رويترز- آريبيان آي

من- محمود صلاح الدين:

القاهرة - مباشر: لم يدر بخَلَدِ المهندس نجيب ساويرس- رئيس مجلس الإدارة التنفيذى والعضو المنتدب لشركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، في لقائه الودي بالزعيم الكوري السابق جونج أيل، الذي أقام عشاءً تكريمياً له، في يناير 2011، أنه سيفقد يوماً ما السيطرة على استثماراته في أكثر البلدان سرية وعزلة في العالم.

"شيو تكنولوجي جوينت فنتشر- كوريولينك"، المُشغل الوحيد لخدمات الهاتف النقال في بيونج يانج، منذ انطلاقها في 2008، كانت بمثابة "الدجاجة التي تُدر ذهباً لأوراسكوم للاتصالات"، بمتوسط نحو 90% من إيرادات الشركة الأم، عن حصتها البالغة 75%.

وبين استثمارات كوريولينك، وتنفيذ صفقة الاستحواذ على بلتون المالية القابضة، واستخدام السيولة المتوفرة في "أوراسكوم للاتصالات" لتنويع الاستثمارات والدخول في قطاعات جديدة، تتجه “OT” بقيادة رجل الأعمال نجيب ساويرس. مع غموض حول مصير "كوريولينك".

ورغم استمرار المفاوضات وفقاً لمدير علاقات المستثمرين لدى أوراسكوم للاتصالات- مروان حسين، إلا أنها طبقت المعالجة المحاسبية باستبعاد كوريولينك من القوائم المالية المجمعة وبناءً عليه أصبح الاستثمار في كوريلينك شركة شقيقة بدلاً من شركة تابعة، وذلك وفقاً لمعايير المحاسبة المصرية والمعايير الدولية للتقارير المالية.

قد بلغت عنه خسائر بمبلغ 3.12 مليار جنيه أُدرجت ضمن خسائر العمليات غير المستمرة بقائمة الدخل.

وقالت "الشركة" في بيان سابق لبورصة مصر، إن "كوريولينك" تواجه قيوداً وصعوبات مالية وتشغيلية، نتيجة الحظر الدولي، وترتب عليه وجود قيود طويلة الأجل حادة على تحويلات الأرباح من الشركة التابعة وغياب سوق صرف حر للعملات وقيام الحكومة الكورية المساهمة بشركة "كوريولينك" بتأسيس وتشغيل شبكة اتصالات أخرى منافسة مملوكة بالكامل لها، وسعت "أوراسكوم" للتفاوض مع الجانب الكوري واقترحت دمج الشبكتين.

"هناك مشاكل لدى كوريا في نقص العملة ورفض تحويل الأرباح للخارج، وأن أمريكا كانت مستاءةً من الاستثمار في كوريا الشمالية وكانت تعتبرها عناداً معها، وكان مفروض على كوريا دعمنا لكي لا يشمت الأمريكان". يقول المهندس نجيب ساويرس للصحفيين، الأحد الماضي، عند مشاركته في الانتخابات البرلمانية بمدرسة الزمالك القومية المشتركة.

ولم يستجب المهندس نجيب ساويرس لاتصالات عدة من "مباشر" للتعليق على الأمر.

وقال أحمد رمضان- مُحلل قطاع الاتصالات لدى مباشر للخدمات المالية، إن كوريا الشمالية تواجه عقوبات دولية منعت تداول عملتها في الخارج، ولا يتم تداولها سوى عن طريق بنكها المركزي، بالإضافة إلى أن الاستثمار فيها به مخاطرة عالية سياسياً واقتصادياً، وفقدان السيطرة على "كوريولينك" له تأثير سلبي شديد على تقييم "أوراسكوم للاتصالات."

ويضيف "رمضان"، أنه لو تم عدم احتساب "كورولينك" في التقييم تُصبح القيمة العادلة 0.35 جنيه للسهم، ولو تم استعادتها وإضافتها تُصبح القيمة العادلة 0.46 جنيه، وبوضع 50% وزن نسبي لكل سيناريو تُصبح القيمة العادلة 0.40 جنيه.

ويتابع مُحلل قطاع الاتصالات، أن بفقدان "كوريولينك"، لم يتبق للشركة سوى استثماراتها في "ألفا لبنان، وقطاع كابلات نقل الإنترنت العالمية وتقييمه 92 مليون جنيه، وحصتها في "بلتون المالية القابضة" وقيمتها 463 مليون جنيه، ولديها رصيد نقدي مُعدل بعد احتساب صفقة بلتون في التقييم، يبلغ 1.2 مليار جنيه، نتيجة بيع 5% من أسهم "موبينيل" لشركة "أورانج الفرنسية".

واستند تقييم "مباشر" لأعمال شركة أوراسكوم للاتصالات بلبنان إلى قرار وزارة الاتصالات اللبنانية باستبعاد الشركة من مناقصة اختيار مشغل شبكة الموبيل اللبنانية ألفا، لذلك رأت وحدة الأبحاث أن أعمال الشركة في لبنان تعتبر عديمة القيمة في الوقت الحالي.

ويختتم "رمضان"، رصيد النقدية متوقع أن تتجه الشركة لاستخدامه في استثمارات جديدة منها الطاقة واللوجستيات.

وقالت "الشركة" في بيان سابق، إن أوراسكوم للاتصالات حالياً في مراحل دراسة متقدمة لمشاريع في مجالات الخدمات المالية والتطوير العقاري والطاقة والخدمات اللوجستية والصناعات الزراعية.

يقول ياسر عمارة- رئيس شركة إيجل للاستشارات المالية، إن “OT” فقدت نحو 90% من إيراداتها مُمثلة في "كورولينك"، نتيجة فُقدان السيطرة على 75% حصتها في الشركة، وبالتالي أصبحت استثماراتها مُجمدة، ولكنها تمتلك سيولة، مكنتها من الاستحواذ على "بلتون المالية".

ويصف "عمارة"، صفقة الاستحواذ على بلتون بأنها خطوة استباقية قررتها الشركة لتعويض مساهميها عن "كورولينك"، في اتجاه مُعلن للدخول في قطاعات واستثمارات جديدة، وهو ما أعلنه المهندس نجيب ساويرس- رئيس شركة أوراسكوم للاتصالات"، عن اتجاه "بلتون" للدخول في قطاعات أخرى بخلاف الخدمات المالية.

كان "ساويرس" قد تقدم مع "بلتون القابضة" في منتصف 2014، بعرض الاستحواذ على 20% من المجموعة المالية هيرمس في صفقة قدرت بنحو 250 مليون دولار، وباءت بالفشل.

"ساويرس شخصية اقتصادية ذكية وسيخرج من مأزق كوريا الشمالية"، يقول رئيس إيجل للاستشارات المالية، إلا أنه عاب على الشركة التأخر في الإعلان عن تفاصيل المشكلة."

ويختتم، "عمارة" قائلاً: "الحل في كوريا أصعب من مشكلة الشركة السابقة في الجزائر "جيزي"، لأن كوريا نظامها السياسي مُختلف عن باقي الدول، والاستثمار فيها يحمل مُخاطرة عالية."

كانت الشركة "أوراسكوم تليكوم" المصرية قد واجهت مُشكلات عن شركتها "جيزي" بالجزائر في 2009، بفرض بضرائب وغرامات مستحقة قيمتها 596.6 مليون دولار، واعتبرتها "أورسكوم تليكوم" مزاعم لا أساس لها من الصحة.

ويقول رامي الغزالي- مُحلل قطاع الاتصالات لدى عُكاظ لتداول الأوراق المالية، إن "أوراسكوم للاتصالات" تتجه للتحول إلى شركة قابضة بعد بيع معظم قطاع الاتصالات لديها، ومواجهة مُشكلة في "كوريلنك"، صاحبة أكبر إيراداتها.

ويضيف "الغزالي"، أن التقييم الأخير، الذي أجرته "بحوث عُكاظ" حدد قيمة سهم "أوراسكوم للاتصالات" عند 0.81 جنيه، ووضعت زيادة في معامل مخاطر الاستثمار في كوريا الشمالية 10%، إلا أن التقييم حالياً لا يُعبر عن الواقع، بعد فقدان السيطرة على "كورلينك".

وعن توقعاته لنتيجة المفاوضات، أوضح "الغزالي"، أن المفاوضات كانت على الدمج مع الشركة الحكومية، ويبدو أنها تعثرت، والخطر الأكبر يتمثل في سعر صرف العملة الكورية، لأنه وفقاً لتقييم الشركة تبلغ الاستثمارات نحو 600 مليون دولار على السعر الرسمي وهو 100 "ون كوري" تعادل دولار، وتبلغ في السوق "السوداء" 7 آلاف ون للدولار، وبالتالي تنخفض مكاسب "أوراسكوم" لنحو 5 ملايين دولار.

تراجع سعر "أوراسكوم للاتصالات" 1.27% خلال جلسة الأربعاء 25 نوفمبر، عند سعر 0.58 جنيه، وبقيمة تداول بلغت 27 مليون جنيه.