من: محمد أبو مليح
الرياض - مباشر: اتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والصين والغالبية العظمى من أعضاء منظمة التجارة العالمية (WOT) الذين قاموا بالمشاركة في الاجتماع الذي عقد مؤخراً في بروكسل، على إلغاء الرسوم الجمركية على 201 منتج من منتجات التكنولوجيا الفائقة.
ويعتبر الاتفاق تمديداً لاتفاقية تكنولوجيا المعلومات التي تم توقيعها في 1996 (ITA)، كما يعد أكبر صفقة لخفض التعريفات الجمركية في منظمة التجارة العالمية في ما يقرب من عقدين من الزمن.
والاتفاقية بدأت بطلب من الاتحاد الأوروبي، وسيستفيد منها كل المستهلكين والشركات على حد سواء، خاصة أن هذه المنتجات اشتملت على مجموعة واسعة من السلع بما في ذلك المعدات الطبية، وألعاب الفيديو، وبعض الأجهزة المنزلية والتي تدخل فيها تكنولوجيا المعلومات.
وتشتمل الصفقة على منتجات تقدر بـ 1.3 تريليون دولار (تريليون يورو)، وذلك حسب موقع الاتحاد الأوروبي، وتغطي حوالي 90% من التجارة العالمية في المنتجات المعنية، كما تشكل أكثر من حوالي 7% من حجم التجارة العالمية بشكل عام.
ويقول المدير العام للمنظمة روبرتو أزيفيدو إن: "هذه التجارة أكبر من تجارة السيارات أو النسيج والملابس والحديد والفولاذ مجتمعة".
ويرى أزيفيدو أن: "إلغاء التعرفة الجمركية لتجارة بهذه الأهمية سيكون له تأثير هائل، وسيشجع على خفض الأسعار في القطاعات التي تستخدم هذه المنتجات، وسيؤدي إلى إحداث وظائف ويحفز النمو العالمي".
وبهذه المناسبة علقت المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم: "هذا يمثل قدراً كبيراً من المنفعة للمستهلكين، وبالنسبة للشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء".
وأضافت مالمستروم: "لقد عملنا بجد للتوسط في هذه التسوية بين البلدان المختلفة، وإيجاد أفضل الحلول لأوروبا، ويعد هذا إنجازاً كبيراً لنا".
وأشارت إلى أن: "العالم يمكن أن يعمل معاً لتحقيق الحلول التي يستفيد منها الجميع. استشرافاً للمستقبل".
وتقول: "هذا الاتفاق هو مصدر إلهام لتكثيف جهودنا في التحضير للاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في نيروبي في ديسمبر المقبل".
وعن طريق تلك الاتفاقية سيتم القضاء على التعريفات الجمركية في غضون 3 سنوات من تاريخ تطبيق الاتفاق الذي من المتوقع أن يبدأ في يوليو 2016.
وبالنسبة للمنتجات الحساسة سيتم التفاوض فترات أطول لإعطاء الصناعة الوقت للتكيف مع بيئة الرسوم الجمركية الصفرية.
ولدى الاتحاد الأوروبي فائض من التجارة في المنتجات المشمولة بالاتفاقية يقدر بـ 15 مليار يورو.
وحسب موقع الاتحاد الأوروبي، فإن الاتفاق لا يشمل بعض المنتجات الإلكترونية الخاضعة للرسوم في الاتحاد الأوروبي، مثل بعض الشاشات وأجهزة العرض، وأجهزة الراديو غير الرقمية، وكذلك أجهزة التلفاز.
وتمديد ITA يهدف إلى توسيع اتفاقية تكنولوجيا المعلومات الأصلي بين الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية (WTO)، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 1997، ويشمل ما مجموعه 54 دولة هم أعضاء منظمة التجارة العالمية.
ومن الدول التي وقعت على الاتفاقية الجديدة: الولايات المتحدة، وأستراليا، وكندا، وشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، والاتحاد الأوروبي، وتركيا، وهونغ كونغ، وآيسلندا، واليابان، وليختنشتاين، والمكسيك، ونيوزيلندا، والنرويج، وبنما، وباكستان، وباراغواي، وكوريا الجنوبية، وسويسرا، وتايوان.
ومنذ تم الانتهاء من ITA ودخلت حيز التنفيذ في عام 1997 تضاعفت التجارة في هذا القطاع أربع مرات.
وتأتي هذه الاتفاقية في الوقت الذي تعتزم فيه الولايات المتحدة، واليابان، وعشر دول أخرى من منطقة المحيط الهادي، عقد اجتماع لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الشراكة الاستراتيجية عبر المحيط الهادي، والمقرر اتخاذ القرار به اليوم في مدينة هاواي الأمريكية.
