TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

حرب منتجي النفط ... هل يستفيد منها المستهلكون

حرب منتجي النفط ... هل يستفيد منها المستهلكون

من شريف محمود

القاهرة - مباشر: حذر خبراء من تأثير انخفاض الأسعار على الدول المنتجة وخصوصاً التي تعتمد في موازناتها بنسبة 40% وما فوق على النفط، فتلك الدول ليس أمامها إزاء تلك الأزمة إلا بسرعة تنويع اقتصادياتها وتوفير إيرادات بديلة عن الريع النفطي.

ورغم تأثر الدول المنتجة للنفط من انخفاض أسعاره بأكثر من 45% منذ يونيو الماضي إلا أن أكبر المنتجين اصروا على الإبقاء على  سقف الإنتاج حيث صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لـ "economic times " أمس إن موسكو لن تخفض انتاجها العام المقبل حتى إذا تزايدت الضغوط على مواردها المالية رغم بروز علامات اجهاد شديدة على الاقتصاد الروسي جراء انهيار الروبل وهبوط النفط والعقوبات الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن صرح مؤخراً بأن هبوط أسعار النفط العالمية الحق الضرر باقتصاد بلاده، وارجع هذا الهبوط إلى ألاعيب سياسية دون أن يسمي بلدان بعينها.

وفي الجانب الأخر السعودية والتي تعد أكبر الدول إنتاجا للنفط في العالم فقد صرح  مسئول سعودي رفيع أن السعودية لن تدرس خفض الإنتاج إلا إذا شارك فيه المنتجون من خارج أوبك.

وفي هذا الصدد قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي  " أن السلوك السعودي ينطوي على قرار سياسي هدفه الضغط الاقتصادي على روسيا وإيران بهدف تغيير مواقفهما السياسية إزاء الأزمات في سوريا والعراق وأوكرانيا"

وفي ظل رأي بعض الدول بثبات إنتاجها طلبت دولاً أخرى أوبك بعدم ترك السعر للسوق في حين قال وزير الطاقة الإماراتية أن أوبك لن تغيير قرارها حتى لو وصل سعر النفط إلى 40 دولار للبرميل، ومن ناحية أخرى قال مسؤول في وزارة النفط الايرانية أن أسعار الخام ربما تصل إلى 40 دولاراً للبرميل في حال استمرار الانقسام بين أعضاء أوبك،

ولم يقتصر الأمر على الخسائر فحسب بل قامت دول خليجية بعرض خصومات في أسعار النفط المشترين الآسيويين والأمريكيين الأمر الذي يزيد من حدة التنافس بين المنتجين وتدفع باتجاه المزيد من التراجع في الأسعار.

وفي هذا الإطار أكد فهد المشاري الخبير الاقتصادي  أن ثبات أسعار النفط الخام بين مستويات 60 و70 دولارا سيكون خيارا مناسبا للسعودية، حيث أن منتجو النفط الصخري سينسحبون باستمرار تراجع الأسعار، وبالتالي فإن السعودية ستنجح في حماية حصتها من الأسواق النهائية، في ظل توقف بعض الشركات العالمية عن الإنتاج».

ورغم انخفاض أسعار النفط لمستويات متدنية إلا أنا مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد استفادة دول من هذا الارتفاع في تخفيض أسعار بعض منتجات النفط لديها ، فمثلاً خفضت "اينوك" في الإمارات سعر الديزل، وفي الأردن أشار خبراء أن انخفاض  أسعار النفط ستصب في مصلحة الأردن، وفي تونس فقد أشار صندوق النقد أن تراجع اسعار النفط يعزز من وضع الميزان الصافي لتونس،ليس هذا فحسب بل قال خبراء بأن تراجع أسعار النفط سيساعد حكومات على علاج تشوهات دعم الوقود.

وفي هذا الإطار قال أحمد عبد الغفار عضو شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية أن انخفاض أسعار النفط العالمية سيكون لها مردود إيجابي على الدول المستهلكة، وربما يتأثر المواطنين وذلك بحسب نسبة الدعم المحددة في الميزانية. فمثلاً مصر تدعم مواد الطاقة في الميزانية بـ 130 مليار جنيه، وأن ما ستجنيه مصر من انخفاض في أسعار النفط أقل من الـ 130 مليار جنيه، لذلك فلن تقوم الدولة بخفض أسعار المنتجات البترولية داخل البلد.

 وأيده في الرأي الدكتور رشاد عبده مضيفاً أن انخفاض فاتورة استيراد النفط ربما تستغلها الدول في معالجة أمور اقتصادية أخرى مثل عجز الموازنة.

 الصورة من ريترز آريبيان آي