خلال آخر 11 أسبوعا وهي ما يقرب من ثلاثة أشهر تراجع المؤشر العام للسوق السعودية، في 8 أسابيع منها، تعادل نصف عدد الأسابيع التي تراجع بها السوق منذ بداية العام الحالي والبالغة 16 أسبوعا، وذلك حسب إحصائية لـ "معلومات مباشر"، وهو ما أرجعه المحللون إلى عدد من الأسباب.
فيرى ناصر الرشيدي - محلل مالي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية - أن أربعة أسباب تقف وراء تلك التراجعات، وهي:
- تأثير تراجعات أسعار النفط، وخلال الفترة الأخيرة، مما جعل البعض يتخوف من تأثير هذا التراجع على اقتصاد الدولة.
حيث إن العديد من المتداولين قد أخذوا تسهيلات بنكية بضمان الأسهم، فقد اندفعوا نحن البيع ليتمكنوا من سداد تلك القروض.
- وصول مضاعف ربحية السوق لمستويات مرتفعة، ومع تراجع أرباح الشركات بالربع الثالث مقارنة بالربع الثاني، مما جعل تلك المستويات غير مقبولة لدى المستثمرين.
- اكتتاب البنك الأهلي التجاري وما صحبه من سحب للسيولة.
- شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" وما تعرض له سهمها من تراجعات، جراء الأحداث التي شهدتها الشركة بعد إعلانها عن نتائج أعمالها بالربع الثالث.
وأشار الرشيدي في مكالمة هاتفية مع "معلومات مباشر" إلى أن مستويات 8800 و 9000 نقطة والتي وصل المؤشر بالقرب منها، تعتبر مناطق دعم تاريخية، من المتوقع أن ياخذ المؤشر مسارا عرضيا بعد وصوله لها، وبعد ذلك يعاود الارتفاع مرة أخرى.
أما الدكتور أسعد جوهر - أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز - فأرجع تلك التراجعات إلى عدد من الأسباب، يتفق في بعضها مع الرشيدي وهي:
- التأثيرات السلبية لتراجعات أسعار النفط، ويشترك فيها صانع السوق والمتداولون على حد سواء.
- التراكمات السلبية بالسوق خلال الفترة المالية، وخاصة أن تلك الفترة هي فترة تصحيح.
وصانع السوق، وحسب رأى الدكتور جوهر هو المحافظ الاستثمارية للصناديق الحكومية والتي تعمل بالأسهم، وليس صندوق الاستثمارات العامة ذاته، كما هو مشاع، ويرجع لعب تلك المحافظ لدور صانع السوق، وحسب جوهر، إلى كونها لديه معلومات عن من يشتري ومن يبيع وفي أي الأسهم يشتري وفي أيها يبيع، بالإضافة إلى استحواذه على نسب كبرى في الشركات القيادية بالسوق، وهو ما لا يتوافر للعديد من المتداولين.
ويضيف الدكتور جوهر في حوار له مع برنامج مباشر يو" على إذاعة "UFM"، ان من أسباب التراجع ايضا:
- أن هذه الفترة هي فترة إعادة ترتيب الصناديق الاستثمارية للمؤسسات المالية تعيد ترتيب محافظها، وبالتالي فهي تقوم بعمليات بيع أسهم وشراء أخرى فقط بهدف ترتيب تلك المحافظ.
- ما يحدث بالسوق حاليا من تبادل للمراكز بين عدد من الشركات القيادية والكبرى وشركات أخرى ليست في نفس المكانة، وهو ما يحدث لبس لدى المتداولين، حيث نجد هناك أسهم ذات استثمارية جيدة تتراجع، وأخرى مضاربية ترتفع.
ويرى الدكتور جوهرأن فترة التصحيح تلك ربما تمتد لمنتصف الشهر المقبل، بل ربما تصل إلى نهايته، وذلك حسب السياسة التي سوف يتبعها صانع السوق، حيث ربما يقرر أن يقوم بعمل تفريعة يرتفع فيها السوق قبل أن يعود للتراجع ومنه لمواصلة الارتفاع، وربما يتراجع المؤشر إلى مستويات 8600 نقطة قبل أن يواصل ارتفاعه.
