أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور سيد الخولي، على أن نتائج اجتماع أوبك تتمثل في القرارات والتطبيق لهذه القرارات. وقال: إن القرارات تمثل ما اتفق عليه الأعضاء، ومن الواضح أن الاتفاق ليس أمرا سهلا، وليس لتباين وجهات النظر حول أسباب الانخفاض وتوقعات المستقبل، بل يصل إلى مستوى تحمل كل عضو لتبعات الانخفاض.

وأضاف: برغم هذا التباين فهم متفقون على أن لديهم خبرة 55 عاما من التجارب المشتركة والنجاح في التأثير على سوق النفط العالمي، وعدم اتفاقهم قد يعني فقدان هذه القوة والتأثير في ظل خبرة متراكمة لديهم تساعدهم على إدراك جدية المملكة في رغبتها الرامية إلى عدم تكرار وجود منتج مرجح يضحي من أجل الآخرين على حساب مصالحه.

وأفاد الدكتور خولي الذي يشغل منصب نائب المدير التنفيذي في مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا، بأنه لا يوجد دولة منتجة مستفيدة من انخفاض الأسعار. وقال: هناك من يستطيع تحمل الانخفاض أكثر من غيره من خلال انتظار استقرار السوق أو ترجمة بعض مراحل انخفاض الأسعار إلى إيجابيات على السوق نفسه وليس المنتجين مثل تأثير الانخفاض على منظومة الطاقة كالنفط. وأشار إلى أن تضرر روسيا وإيران في وجهة نظر بعض المحللين ينطلق من تفسيرات سياسية للعلاقات الدولية وليس من منطلق آليات السوق.

وقال: التضرر نسبي لكنه يطول الكل، ويعطي دول الخليج الحق في الدفاع عن كل المصالح بجدية.

وعن إمكانية استغلال النفط كورقة ضغط على الدول التي تتم معاقبتها اقتصاديا، قال: لا شك أن النفط هدف للسياسة ووسيلة فعاله لتحقيق أهداف سياسية، إلا أنه لا يمكن إغفال أنه مورد وسلعة استرتيجية تحكمها عوامل العرض والطلب وكل منها يتحدد بعدد أكبر من المتغيرات الاقتصادية وبعضها يتأثر بالسلوك السياسي.

وحول المستويات السعرية، قال: الأسعار انخفضت بنسب لا يمكن الاستهانة بها، لهذا سيعمل الأعضاء على تقليص النسبة لكنهم لن يوقفوا الانخفاض إلا بتعاون جماعي يصعب تحقيقه بسهولة، لهذا من المهم أن الكل سيستخدم خبرته للدفاع عن مصالحه، ويعتمد على قوته الاقتصادية في تعجيل الحلول.