بدأت اللجنة الإشرافية المناط بها فصل التيار الكهربائي عن العقارات المنزوعة لصالح توسعة المسجد النبوي الشريف يوم أمس السبت في قطع التيار عن بعض هذه الأملاك في أربعة أحياء تم استلامها من قبل اللجنة.

وكانت اللجنة الإشرافية على مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف، قد حددت في وقت سابق، يوم أمس السبت موعدا لبدء قطع التيار الكهربائي عن الأحياء المزالة لصالح مشروع التوسعة، خاصة في المنطقة المستعجلة، وهي: (الإجابة - الحرة الشرقية - الحرة الغربية - والعوالي).

(عكـاظ) قامت بجولة في حي الإجابة المجاور للمسجد النبوي الشريف منذ صباح أمس، ورصدت عددا من العمال يقومون بإفراغ محلات التسويق والبوفيهات وتسليم الثلاجات الخاصة بالمشروبات الغازية للشركات الخاصة بها، بالإضافة إلى العديد من المحلات التي أغلقت بسبب المشروع.

وقد تحدث لـ(عكـاظ) العم غلام ياسين أحمد بخش، أحد سكان الحي منذ أكثر من 45 سنة، حيث التقيناه أثناء قيامه بتحميل عفش شقته وسط دموع يحاول إخفاءها وهو يقول: «أعيش مع أمي وأولادي هنا منذ أكثر من 45 سنة، وأنجبت فيه أبنائي الثمانية (4 أبناء و4 بنات) ومنهم من تخرج من الجامعة في هذه الشقة التي لا يتجاوز إيجارها مبلغ 12 ألف ريال سنويا كنت أقوم بتسديدها أولا بأول، حتى أن مالك العمارة ونظرا للعشرة الطويلة بيننا لم يرفع الإيجار علينا تقديرا منه لحالتي المادية».
وأضاف غلام ياسين: «والدتي أيضا حزينة، ولا تريد الانتقال الى المسكن الجديد ولكن ليس باليد حيلة.. وها نحن سوف نقوم بتوديع جيراننا وأصدقائنا في الحي الذي عشنا فيه أجمل أيام حياتنا».

وبالفعل كان المنظر محزنا ونحن نشاهد أبناء غلام بخش يودعون أصدقاءهم في مدرسة الحي، مشهد كان عنوانه الدموع والعناق قبل الرحيل.