يترقب المستثمرون بدء تطبيق إجراءات هيئة سوق المال مطلع الشهر الجاري بشأن الشركات المتعثرة التي بلغت خسائر رأس المال50% فما فوق، حيث أعلنت الهيئة عن بداية تطبيق هذه الإجراءات بداية الشهر تبع ذلك خبرٌ من تداول والهيئة عن تحديث رابط مخصص في تداول يوم 22 من الشهر الجاري، ولم يتبق سوى عشرة أيام أي 6 جلسات تداول تفصل ملاّك هذه الشركات عن بدء التنفيذ.

ويوضح الجدول أعلاه الشركات المعنيه بالقرار حسب آخر الأرقام المعلنة للربع الأول من هذا العام، وكما هو موضح بالجدول فقد تم تآكل رأس المال بالكامل لشركات (بيشة، وقاية، الباحة، المعجل) فيما البقية وعددها (7 شركات) تراوحت نسبة الخسارة من رأس المال ما بين 71.9 % و 51.9 % وبحسب «وحدة الأبحاث والتقارير بالجزيرة) فإن نسبة تأثير هذه الشركات على السوق تبلغ 0.0049 فقط وهي نسبة لا تذكر لكن سيظل تأثيرها النفسي قوياً حيث يبلغ عدد الشركات المتعثرة في السوق والتي تتراح خسارة رأس المال فيها أقل من 50% (أي الشركات التي تتراوح قيمها الدفترية ما بين 5 ريالات و10ريالات) يبلغ عددها (36 شركة) معظمها في قطاعي التأمين والتغذية، وتبلغ نسبة تأثير الشركات المتعثرة بالمجمل على السوق 12.5% وهو ما يفسر تراجع شهية المخاطرة وتراجع الأسعار في معظم هذه الشركات منذ منتصف العام الماضي 2013. ويبدو من الجدول أعلاه أن قطاعي الاستثمار المتعدد والتأمين هما المتأثران بشكل مباشر ببدء تنفيذ تلك الإجراءات لا سيما وأن جزءاً من هذه الإجراءات يجسد السوق الثانوي (المرعب) لدى كثير من المضاربين، لكن قطاع التأمين أكثر سلبية من الاستثمار المتعدد بسبب خسارته 1.2 مليار ريال وخسارة 1.2 ريال للسهم بالمجمل، لكن هناك أيضاً قطاعات تضم شركات متعثرة بنسبة تقل عن 50% متكدسة بشكل كبير في قطاعي التغذية والتأمين ولا تزال معرضة لتآكل أكبر لرأس المال، وكذلك شركة مجموعة المعجل التي تراجعت قيمتها الدفترية خلال ربع مالي واحد من 12.38ريال للسهم إلى 4.29 ريال للسهم، حيث ننوه إلى أنه لا بد من فحص البنود الغامضة في القوائم المالية والتي قد تشكّل خطراً مباغتاً على المستثمرين.

وقد أفصحت هيئة سوق المال بشكل مفصل عن آلية التطبيق والتي صنّفتها إلى ثلاث أصناف، الأول الشركات التي بلغت خسارة رأس المال فيها بين 50% و75% توضع لها علم أصفر حسب النتائج المالية للربع الثاني الذي يتم الإفصاح عنه هذه الأيام ويعلق عليها التداول بعد الإعلان لمدة ساعتين من افتتاح السوق ويتم تداول أسهم الشركة بعد الساعتين كما في الجلسة المعتادة، والصنف الثاني تلك التي بلغت خسائر رأس المال فيها بين 75% و 100% يوضع لها علم برتقالي بعد الإعلان عن النتائج المالية الحالية ويعلق التداول على السهم لجلسة واحدة ثم توضع في السوق الثانوي وعمل تسوية على التعاملات ليومين عمل لمدة سنتين، والصنف الثالث والأخير يخص الشركات التي بلغت خسارة رأس المال فيها أكثر من 100% حيث يوضع لها علم أحمر بعد إعلان النتائج المالية الحالية وتعليق تام للتداول في السوق حيث ستتم التعاملات في مركز الإيداع بنظام التسوية ليومي عمل يستمر هذا الوضع لعامين، هذه أبرز ملامح تطبيق القرار. هذه الإجراءات وفي هذا الوقت بالذات ستكون مرحلة انتقالية للسوق بما يخص توعية المستثمرين من جهة وتوجه منسوب السيولة من جهة أخرى حيث لوحظ بعد منتصف العام الماضي أي بعد إعلان الهيئة عن نيتها بهذه الإجراءات ارتفاع أسعار شركات النمو وكانت مرحلة تجميع عامودية ويرجح أن تبدأ عمليات التجميع بشكل عامودي مرة أخرى لتشييد قمم صاعدة جديدة للوصول لأسعار عادلة وضبط أوزان هذه الشركات التي عانت من تهميش وتحييد شبه تام في السنوات الخمس الماضية وسيظل شبح التعثر والسوق الثانوي ملازماً للمضاربين بعد يوم 22 من هذا الشهر كل ربع سنوي مما سيجعل التداول في الشركات المتعثرة ذا نفس قصير بخلاف ما كان معهود في السابق.