كتب _ محمود جمال

تنضم غدا الأثنين بورصة قطر لمؤشر "ستاندرد آند بورز" للأسواق الناشئة .

وتوقع خبراء ماليون أن يشهد سوق المال القطري تزايد كبير من الاستثمارات الأجنبية بالعام 2014، مع الترقية الثانية للبورصة المحلية إلى مصاف الأسواق الناشئة.

وقال الخبراء في تصريحات لـ"مباشر"إن الاستثمارات الأجنبية في السوق القطري في تطور مستمر بعد أن نجحت إدارة البورصة في إحراز تقدم ملحوظ وملفت خلال الفترة الماضية ".

وقالت مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني أنها ستحذف بورصة قطر رسميا من المؤشرات المبتدئة وترفعهما إلى الأسواق الناشئة.

وأوضحت ستاندرد آند بورز في بيان أن "التغييرات الرئيسية هذا العام لمؤشرات بي.إم.آي العالمية التي تصدرها ستاندرد آند بورز هي إعادة تصنيف اليونان إلى سوق ناشئة من سوق متقدمة، وتعديل تصنيف قطر والإمارات إلى وضع السوق الناشئة من سوق مبتدئة". وكان قرار ستاندرد آند بورز بتعديل تصنيف الدول الثلاث إلى أسواق ناشئة قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب مشاورات مع العملاء. وجاء بعد خطوات مماثلة اتخذتها منافستها إم.إس.سي.آي لمؤشرات الأسهم.

وكان لخبر ترقية البورصة إلى فئة الأسواق الناشئة من طرف "ستاندرد آند بورز" الذي يسري العمل به ابتداء من غدا  الاثنين مفعول ايجابي على البورصة القطرية خلال الأسبوع الماضي حيث قامت المحافظ الأجنبية بالشراء.

وأكد مستشار التحليل الفني لأسواق المال العربية والعالمية "إبراهيم الفيلكاوي" لـ"مباشر" أن البورصة القطرية في حالة ترقب دخولها في مؤشر ستاندرد آند بورز للأسواق الناشئة يوم غد الاثنين.

معتبرا أن السوق يمكن أن يشهد عمليات جني أرباح أو دخول مكثف للمحافظ الأجنبية وقيامها بالشراء.

وأشار الى أن أحجام التعاملات داخل مقصورة التداولات فى البورصة القطرية معقولة وفي انتظار ارتفاعها خلال الجلسات القادمة.

وأكد "الفيلكاوي" "بأن مستويات الثقة لدى المستثمرين بالبورصة وخصوصا الأجانب فى تزايد حيث ان السوق القطري ملئ بالفرص الاستثمارية الطويلة والمتوسطة".

وأشار محمد الشميمري" المستشار المالي بالأسواق العربية لـ " مباشر"  إلى إن رفع تصنيف البورصة سيعمل على دخول محافظ أجنبية كبيرة إلى السوق، خاصة المحافظ الأجنبية التي تتابع مؤشرات "ستاندرد آند بورز" والتي يتوقع أن تبدأ الاستثمار في سوق بورصة قطر، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على حركة التداول بشكل كبير.

وأكد أن قطر، وبفضل جمعها بين النمو الاقتصادي القوي والبيئة المالية المستقرة، من الدول المهمة بالنسبة للمستثمرين من الشركات والمؤسسات، وهو ما انعكس بالإيجاب على أداء السوق المالي القطري، سواء على مستوى أداء السوق، الذي سجل فيه مستويات وطفرات سعرية جديدة، أو على مستوى الشركات العاملة في هذا السوق التي ما زالت تحقق أفضل النتائج والعوائد المالية مقارنة بالشركات في الأسواق الأخرى.

وذكر المحلل الفني بأسواق المال الخليجية والأمريكية خالد الأنصاري ا بأن الأسواق الثلاثة المرشحة للانضمام إلى قائمة الأسواق الناشئة تشهد حاليا عمليات تجميع ملفتة من المحافظ الأجنبية

كما أشار الى أن إدارة أسواق قطر والإمارات لديها خططا مدروسة لجذب المستثمرين العرب والأجانب إلى قطاع الأسهم والسندات المدعوم بالرغبة من المستثمر الخارجي في الاستفادة من الفرص الكبيرة بالسوقين .

تفاؤل رسمي

واعتبر أحد المستثمرين أن ترقية البورصة إلى فئة الأسواق الناشئة ستساهم في استقطاب مزيد من الاستثمارات سواء كانت محلية أو أجنبية.

وقد أبدى راشد بن علي المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر تفاؤله إزاء هذا الإعلان الذي وصفه بالخطوة الإيجابية التي من شانها الإرتقاء بأداء سوق الأسهم في دولة قطر.

وأكد  المنصوري في هذه المناسبةً فى بيان نشره موقع البورصة "ثقته بالتطور الذي تشهده البورصة القطرية وبأداء الشركات القطرية المدرجة وبالنظرة الإيجابية للمؤسسات الإستثمارية العالمية للسوق القطرية حيث تجلى ذلك بإعلان S&P عن بدء التطبيق الفعلي لرفع التصنيف، وهذا من شأنه أن يعزز السيولة في السوق القطرية ويساهم في تنشيط تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية متوسطة وطويلة الاجل."

وأعرب  المنصوري عن أمله في أن تستفيد الشركات القطرية المدرجة من تدفق استثمارات المحافظ العالمية ، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابيا على مختلف القطاعات الإقتصادية في الدولة، مشيرا إلى أن هذه الصناديق الإستثمارية الأجنبية تبحث عن البيئة الاستثمارية المريحة والآمنة وهذا ما يتوفر حاليا بالسوق القطرية.

وقال السيد المنصوري إن الترقية ليست وليدة لحظتها، وإنما جاءت نتيجة جهود حثيثة ومتواصلة في تطوير بنية السوق المالية في الدولة، خصوصاً فيما يتعلق بتحديث بنية البورصة والسوق المالي في دولة قطر بإشراف لجنة تطوير الأسواق المالية في الدولة وبما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.