TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"بيتك للأبحاث": نمو الإصدارات الجديدة في سوق الصكوك العالمية 8.2% خلال النصف الأول من 2014

"بيتك للأبحاث": نمو الإصدارات الجديدة في سوق الصكوك العالمية 8.2% خلال النصف الأول من 2014
في تقرير صادر حديثاً عن بيتك للأبحاث بعنوان "تقرير الصكوك العالمية للنصف الأول من 2014"، والذي يتناول تحليل لأخر التطورات وأهم المقومات لسوق الصكوك في النصف الأول من هذا العام. ومنذ بداية العام وحتى تاريخه، زاد حجم إصدارات الصكوك بصورة جوهرية، مدعوما من قبل البلدان التقليدية للإصدارات وتجدد الإصدارات من قطاع الشركات. بالإضافة إلى ذلك، شهد النصف الأول من 2014 إطلاق العديد من الصكوك الهامة التي تشير إلى توقعات إيجابية نحو تطوير سوق متنوعة للصكوك العالمية.
وبحسب التقرير الذي حصلت "مباشر" على نسخة منه، فقد سجلت الإصدارات الجديدة في سوق الصكوك العالمية نمواً قوياً خلال النصف الأول من 2014، حيث نمت بنسبة 8.2% لتصل إلى 66.2 مليار دولار في النصف الأول من 2014 (النصف الأول من 2013: 61.2 مليار دولار). وبعد اعتدال إصدارات الربع الأول من 2014، ارتفعت الإصدارات مع قرب نهاية الربع الثاني من 2014، وتحديداً في الفترة التي سبقت شهر رمضان. وخلال الربع الثاني من 2014، تم إصدار صكوك جديدة بإجمالي مبلغ 35.1 مليار دولار (الربع الأول 2014: 31.1 مليار دولار؛ الربع الثاني 2013: 26.7 مليار دولار)، وهو ثالث أفضل الأرباع السنوية أداءً منذ الربع الثاني من 2012. وإلى جانب ارتفاع الإصدارات من مراكز التمويل الإسلامي التقليدية من مجلس التعاون الخليجي وماليزيا، كان هناك أيضاً زيادة في حجم إصدارات الصكوك في الربع الثاني من 2014 بدعم من عدة صفقات بارزة للصكوك في بلدان أخرى مثل تركيا وباكستان والمملكة المتحدة. كما كان من بين أهم الأحداث البارزة خلال الربع الثاني من 2014 دخول دولة من خارج منظمة التعاون الإسلامي إلى سوق الصكوك السيادية، حيث سطرت المملكة المتحدة تاريخها رسمياً من خلال إصدارها لصكوك سيادية بمبلغ 200 مليون جنيه استرليني.
وبصورة عامة، كانت اصدارات الصكوك متنوعة جغرافياً، حيث قام مصدري الصكوك بضخ الإصدارات إلى سوق الصكوك الأولية من 11 بلد خلال الربع الثاني من 2014 (13 بلد في الربع الأول من 2014). وواصلت ماليزيا استحواذها على أكبر حصة من السوق بما يمثل 63% أو 41.7 مليار دولار من إجمالي الإصدارات العالمية الجديدة من الصكوك في النصف الأول من 2014، هذا وقد مكن الانتعاش القوي لإصدارات الصكوك خلال الربع الثاني من 2014 سوق الصكوك الخليجية بأن تشكل حاليا نسبة 26.7% أو 17.7 مليار دولار من إجمالي إصدارات الصكوك الجديدة عالمياً خلال النصف الأول من 2014 (النصف الأول من 2013: 23% أو 14.1 مليار دولار).
وفي ظل ارتفاع حجم الإصدارات، صدر إجمالي 244 شريحة من الصكوك في النصف الأول من 2014 من خلال مجموعة واسعة من مصدري الشركات. وبالنسبة لجهة الإصدار، استمرت إصدارات الهيئات السيادية في مقدمة إصدارات السوق خلال الربع الثاني من 2014 حيث وصل حجم الإصدارات 20.6 مليار دولار (الربع الأول 2014: 21.37 مليار دولار). ومع ذلك، تم تسجيل تحسن في الأداء من قبل قطاع صكوك الشركات التي شكلت نسبة كبيرة قدرها 27.1% (9.5 مليار دولار) من السوق الأولية في الربع الثاني من 2014، مقارنة بحصة قدرها 18.4% (5.7 مليار دولار) في الربع السابق. ونتيجة لذلك، سجلت إصدارات صكوك الشركات ثاني أعلى أفضل أداء فصلي لها في الربع الثاني من 2014 خلال العامين الماضيين وتحديداً منذ الربع الأول من 2012.
وبالنظر إلى القطاع، لا يزال القطاع الحكومي يمثل غالبية إصدارات الصكوك على الرغم من الانخفاض النسبي في حصة القطاع خلال النصف الأول من 2014، حيث شكل حصة قدرها 58% مقارنة بحصة تزيد عن الـ 60% سنوياً خلال السنوات القليلة الماضية (2013: 62%؛ 2012: 61.8%). وباستثناء الهيئات السيادية والهيئات ذات الصلة، كانت إصدارات الشركات أغلبها من قطاعات الخدمات المالية والعقارات والطاقة والمرافق. وقد ازدادت صكوك قطاع الخدمات المالية بصورة جوهرية حيث شكلت 21.4% من حجم الإصدارات خلال النصف الأول من 2014 (2013: 10%؛ 2012: 11.4%) مدعوماً بما تقوم به البنوك الإسلامية في إطار حاجاتها لجمع أموال الرسملة من أجل الامتثال لمعايير بازل III. وخلال الربع الثاني من 2014، صدرت أول صكوك تكافل في العالم حيث قامت أكبر مشغل تكافل في ماليزيا (من حيث المساهمات) بإصدار صكوك بمبلغ 300 مليون رينجيت ماليزي. ويعد هذا الإصدار بمثابة طرحاً فريداً حيث إن شركات التأمين والتكافل عادة ما تكون في صورة مستثمرين في أدوات سوق السندات والصكوك، بينما في هذه الحالة، لعبت شركة تكافل دور المصدر للصكوك. كما أصدر صندوق الاستثمار العقاري الماليزي كي إل سي سي ذو التصنيف السيادي AAA واحد من الصكوك القليلة جداً التي تقوم صناديق الاستثمارات العقارية بإصدارها بمبلغ 1.55 مليار رينجيت ماليزي. علاوة على ذلك، تم إصدار ما لا يقل عن ستة من أدوات الصكوك المتوافقة مع متطلبات بازل III من قبل بنوك إسلامية ماليزية جمعت مجتمعة 3.25 مليار رينجيت ماليزي.
وفي السوق الثانوية، نمت الصكوك العالمية القائمة بنسبة 5% على أساس ربع سنوي لتصل إلى 286.41 مليار دولار كما في النصف الأول من 2014 (الربع الأول من 2014: 272.96 مليار دولار و نمو بنسبة 1.3% على أساس ربع سنوي). وهو ما يمثل نمو بنسبة 6.3% في حجم إصدارات الصكوك القائمة في 2014 منذ بداية السنة وحتى نهاية النصف الأول (نهاية 2013: 269.4 مليار دولار قائمة) و نمو بنسبة 16.8% على أساس سنوي مقارنة بالنصف الأول من 2013 (الربع الأول من 2014: نمو بنسبة 15.9% على أساس سنوي). واحتلت المركز الثلاثة الأولى ماليزيا تليها السعودية ثم الإمارات، حيث احتفظت السوق الماليزية بكونها السوق الثانوية الوحيدة التي تتجاوز فيها الصكوك القائمة حاجز الـ 100 مليار دولار. وكما في النصف الأول من 2014، بلغت قيمة الصكوك الماليزية القائمة نحو 164 مليار دولار، بزيادة بنسبة 4% مقارنة بمبلغ الـ 158.3 مليار دولار القائمة كما في نهاية 2013. وبلغت صكوك المملكة العربية السعودية القائمة 47.8 مليار دولار (2013: 38.6 مليار دولار)، وهو ما يعد زيادة ملحوظة بنسبة 24% في الحجم النصف الأول من 2014. كما تسارع نمو الإمارات والتي حلت ثالثاً في سوق الصكوك العالمية الثانوية القائمة لتسجل نمواً بنسبة 15% منذ نهاية 2013 وبلغت صكوكها القائمة 25.7 مليار دولار كما في نهاية النصف الأول من 2014 (2013: 22.3 مليار دولار). وبصورة عامة، شهدت الأسواق الخليجية ارتفاعا بنسبة 9% في حجم الصكوك القائمة منذ نهاية 2013 بإجمالي مبلغ 92.9 مليار دولار في النصف الأول من 2014 (2013: 85.3 مليار دولار).
ومن حيث العائد على الصكوك، كانت عائدات السوق الثانوية مدفوعة بصورة جزئية من قبل توقعات أسعار الفائدة والتيسير الكمي في الاقتصادات المتقدمة. وتراجع العائد على أدوات الصكوك عموما في أسواق الصكوك الرئيسة (دول مجلس التعاون الخليجي وماليزيا وتركيا) في أول شهرين من الربع الثاني من 2014 قبل أن يشهد حركات متقلبة صعودية في يونيو، قبل اجتماع لجنة السوق المفتوحة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتاريخ 17 و 18 يونيو. وقد قاد الإعلان عن العديد من البيانات الاقتصادية الإيجابية حول أداء الاقتصاد الأمريكي قبل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية العديد من المشاركين في السوق إلى الاعتقاد بأنه من المرجح أن تكون أكثر ثقة في تبني نبرة متفائلة خلال اجتماع يونيو لمجلس الاحتياطي الاتحادي. وبالرغم من تأكيدات مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن أسعار الفائدة الأمريكية سوف تزيد بعد انتهاء برنامج التسهيل الكمي من هذا العام بفترة طويلة، إلا أنه حدث هدوء في الأسواق وتراجعت العائدات بصورة عامة. ومنذ نهاية 2013، تراجعت عائدات الصكوك في الأسواق الرئيسة في إشارة إلى التحسن الإيجابي لثقة المستثمرين في تلك الأسواق في أعقاب أزمة تدفقات أموال الأسواق الناشئة إلى الخارج والتي دفعت العائدات على أدوات الدخل الثابت إلى الارتفاع في هذه البلدان.
وبنظرة عامة، أعطى الأداء القوي للسوق الأولية خلال الربع الثاني من 2014 دعماً للتوقعات بأن حجم الإصدارات السنوية الجديدة لعام 2014 في طريقها لتجاوز حجم الإصدارات للعام السابق والذي بلغ 119.7 مليار دولار. ولا تزال التوقعات بالنسبة للسوق العالمية للصكوك إيجابية في ضوء استمرار زيادة عدد البلدان والهيئات المتعددة الأطراف المصدرة للصكوك وكذلك توسع الفئات والقطاعات المستفيدة من سوق الدين الإسلامي. ويتوقع في النصف الثاني من 2014 أن تقوم لوكسمبورج وهونج كونج والسنغال وإمارة الشارقة بإصدار أول صكوك سيادية في كل منها. وتشمل قائمة البلدان التي أعلنت عن عزمها لإصدار صكوك سيادية للمرة الأولى تونس وجنوب افريقيا وعمان والأردن ومصر وموريتانيا. بالإضافة إلى النمو الجغرافي، قدم التوسع على أساس القطاعات أيضا دفعة قوية لسوق الصكوك الأولية. في النصف الأول من 2014، أصدرت شركة إتقاء تكافل الماليزية أول صكوك تكافل في العالم، في الوقت الذي قامت فيه مجموعة فواز الحكير السعودية العاملة في قطاع التجزئة بإصدار أول صكوك لها. وبصورة مشابهة، تم استغلال الصكوك بصورة متزايدة من قبل القطاع المالي كأدوات للوفاء بالمتطلبات الرقابية والتنظيمية، على سبيل المثال، من خلال إصدار أدوات الصكوك للشريحة الأولى الإضافية والشريحة الثانية من رأٍس المال وفقاً لمتطلبات بازل III. كما شهد هذا العام أيضا جهوداً كبيرة قامت بها هيئات دولية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي في إطار تمكين الصكوك من أن تكون أدوات ذات جدوى في تلبية الاحتياجات المتنوعة للسيولة العالمية. علاوة على ما سبق، يتوقع أن يكسر عام 2014 الرقم القياسي من حيث حجم الإصدارات المسجل في 2012.