TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

قراءة أولية في سيطرة «داعش» على نينوى .. والزحف إلى كركوك

قراءة أولية في سيطرة «داعش» على نينوى .. والزحف إلى كركوك

جّه تنظيم داعش ضربة قاصمة للحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، بعد ان سيطر على محافظة نينوى الواقعة في الشمال عند حدود اقليم كردستان.وخلال ساعات قليلة، خرجت الموصل ثاني أكبر مدن العراق عن سيطرة الحكومة وهربت القوات المنتشرة فيها، بعد هجوم مباغت شنه مئات من مسلحي «داعش»، وسيطروا خلاله على أهم المنشآت في المدينة، من بينها مبنى محافظة نينوى والمطار، وقنوات تلفزيونية، واطلقوا سراح مئات السجناء.وسقوط اول محافظة عراقية بعد مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، وتوجّه تنظيم داعش نحو محافظة كركوك، واحتلاله قضاء فيها، وبعض المناطق، تمثل انتاكسة كبيرة للمالكي، الذي يطمح لولاية ثالثة.وقد أعلن رئيس الوزراء النفير العام، داعيا البرلمان لاعلان حالة الطوارئ، مؤكدا ان الحكومة ستسلح كل من يتطوع «لدحر الإرهاب».

من جهته، قال رئيس البرلمان اسامة النجيفي ان العراق طلب مساعدة واشنطن لدحر «داعش».وأعلنت الخارجية الاميركية أن «مسلحي تنظيم داعش يهددون أمن المنطقة برمتها»، مؤكدة انها «تدعم ردا قويا ومنسقا على هجوم الموصل»، عارضة «كل المساعدة الملائمة» على العراق.بغداد - وكالات - سقطت محافظة نينوى، الواقعة في شمال العراق عند حدود اقليم كردستان والمحاذية لسوريا، خلال ساعات بأيدي مجموعات مقاتلة، أمس، في حدث استثنائي يهدد بكارثة أمنية كبرى وبفتح ممر جديد لتنظيمات متطرفة تنشط عند الحدود العراقية السورية.وأعلن رئيس البرلمان اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي في بغداد ان «كل محافظة نينوى سقطت بايدي المسلحين»، وذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد مصادر امنية خروج مدينة الموصل، عاصمة نينوى وثاني اكبر مدن العراق، عن سلطة الدولة، وذلك بعد هروب مفاجئ للقوات الأمنية أدى إلى سقوط كل مواقع القيادة ومخازن الأسلحة وكذلك مطار الموصل والسجون.

وإثر الاعلان عن سقوط نينوى، دعت الحكومة العراقية البرلمان، الذي سيعقد جلسة طارئة غدا (الخميس)، الى اعلان حالة الطوارئ. وأعلنت الحكومة انها ستسلح كل مواطن يتطوع «لدحر الارهاب»، معلنة التعبئة العامة في البلاد.كما أعلنت الحكومة برئاسة نوري المالكي في بيانها عن إعادة هيكلة الاجهزة الامنية، وعن اعادة رسم خططها الأمنية أيضاً.وطالب المالكي، الذي تلا بيان مجلس الوزراء، بحشد «كل الطاقات الوطنية من اجل انهاء تنظيم داعش في محافظة نينوى والمحافظات الاخرى»، وذلك في اشارة الى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام».

واعتبر النجيفي ما حدث في نينوى أمراً كارثياً لا بد من التحقيق فيه، لأنه نتج عن إهمال القوات الأمنية، رغم علمهم المسبق بوجود من سماهم الإرهابيين في المحافظة.وبيّن النجيفي أنه وبعد احتدام المعارك داخل الموصل تخلت كل القوات العسكرية عن أسلحتها ومدرعاتها «لقمة سائغة» في يد المسلحين وفرّت هاربة من المدينة التي تشكل مركز محافظة نينوى، ثاني أكبر المدن العراقية.

** الامم المتحدة "قلقة بشدة" من اوضاع الموصل وواشنطن تؤيد "ردا قويا" وتعرض المساعدة

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي كون إن بان "قلق بشدة" من التدهور الخطر في الوضع الأمني في الموصل ثاني أكبر مدن العراق التي سيطر عليها مسلحو "داعش" في ساعة مبكرة يوم الثلاثاء.وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في تصريح ورد لـ"شفق نيوز" "يحث الأمين العام كل الزعماء السياسيين على إظهار الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها العراق والتي لا يمكن التصدي لها إلا على أساس الدستور وفي إطار العملية السياسية الديمقراطية."الى ذلك استنكرت الولايات المتحدة سيطرة المتشددين على مدينة الموصل وقالت إنها تؤيد "ردا قويا ومنسقا لصد هذا العدوان" وعرضت مساعدة الحكومة العراقية.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان اطلعت عليه "شفق نيوز" "تشعر الولايات المتحدة بقلق شديد إزاء الأحداث التي وقعت في الموصل خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية حيث سيطرت عناصر من جماعة الدولة الإسلامية في العراق (والشام) على أجزاء كبيرة من المدينة. الوضع لا يزال خطيرا جدا".وأضافت ساكي أن كبار المسؤولين الأمريكيين "يؤيدون ردا قويا ومنسقا لصد هذا العدوان... ستقدم الولايات المتحدة كل المساعدة الملائمة لحكومة العراق بموجب اتفاقية إطار العمل الاستراتيجي (بين البلدين) للمساعدة في ضمان نجاح تلك الجهود".

** دعوة للتصدي

ودعا النجيفي في مؤتمر صحافي كل القوى السياسية لصد هذه «الهجمة الإرهابية، وبذل كل ما يتطلب والاستعانة بالمجتمع الدولي» للحد من المخاطر التي ستنجم عن تقدم المسلحين. وأوضح أن «مسلحين يتوجهون إلى محافظة صلاح الدين لاحتلالها».«ويمثل سقوط الموصل في أيدي المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة حدثاً استثنائياً بالنسبة إلى الوضع الأمني في العراق بشكل عام لما تحظى به هذه المدينة من أهمية إستراتيجية».

وبيّن أن «نينوى تعد ثاني أكبر مدينة في العراق.. ووجود هذه المجاميع الإرهابية المجرمة الكبيرة لا يهدد العراق فقط، وإنما يهدد المنطقة والشرق الأوسط». وأشار إلى أن المنطقة بها منابع المياه والنفط. وفي التفاصيل الامنية، ذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية أن «مجموعات من المسلحين سيطرت اولاً على مبنى المحافظة في الموصل وعلى القنوات الفضائية وبثوا عبر مكبرات الصوت أنهم جاءوا لتحرير الموصل وأنهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم». وأضاف أن «أفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والأمنية (...) وأصبحت مراكز الجيش والشرطة في المدينة فارغة، في حين قام المسلحون بإطلاق سراح سجناء» من السجون في المدينة. وتابع أن «مدينة الموصل خارج سيطرة الدولة وتحت رحمة المسلحين».

وفيما لم يحدد المصدر الجهة التي ينتمي اليها المسلحون، قال ضابط رفيع المستوى في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية ان هؤلاء المسلحين ينتمون الى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام».وأوضح الضابط ان الهجوم «بدأ في الساعة 23.30 (20.30 تغ)، فيما بدأ سكان المدينة بالنزوح عنها صوب اقليم كردستان».واضاف ان «جميع القطاعات العسكرية التابعة للفرقة الثانية خرجت الى خارج المدينة»، وكذلك القيادات العسكرية العليا، مؤكدا ان «الموصل بأكملها باتت تحت سيطرة ارهابيي داعش عبر فراغ امني كبير وانتشار لمئات المسلحين».وتابع ان «مقر قيادة عمليات نينوى ومبنى المحافظة ومكافحة الارهاب وقناتي سما الموصل ونينوى الغد (...) والدوائر والمؤسسات الحكومية والمصارف بيد داعش، وتم اقتحام سجون الدواسة والفيصلية وبادوش وهناك اطلاق سراح لمئات من المعتقلين».

** تقصير مقصود

واعتبر محافظ نينوى أثيل النجيفي أن انهيار قوات الأمن والجيش «السريع في مدينة الموصل يوحي بتقصير مقصود».وذكر النجيفي أن معظم المسلحين ينضوون تحت راية تنظيم داعش، وأشار إلى أن تأثيرهم لن يقتصر فقط على الموصل بل سيكون على كل المنطقة، داعيا إقليم كردستان العراق للتدخل بعد هذه التطورات الميدانية.وفي سياق التطورات الميدانية، أفاد مصدر في شرطة نينوى امس بأن أكثر من 1400 سجين هربوا من سجن بادوش في المحافظة بعد سيطرة عناصر داعش عليه.وتشهد نينوى حالياً حركة نزوح كثيفة باتجاه اقليم كردستان المجاور الذي يتمتع بحكم ذاتي، بحسب ما افاد مراسل الوكالة الفرنسية في الموصل.وقال المراسل انه شاهد سيارات تحمل عائلات تفر من المدينة، وسيارات شرطة وآليات للجيش بعضها محترق واخرى متروكة على الطريق، فيما اغلقت المحلات ابوابها.

** وهجوم على كركوك

ومساء أمس تمكّن مقاتلون ينتمون الى تنظيم داعش من السيطرة على قضاء الحويجة وخمس نواح في المناطق الواقعة الى الغرب والجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، مركز المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها.وقال ضابط مسؤول في شرطة كركوك برتبة عقيد ان مسلحين من «داعش» سيطروا «على الابنية الحكومية والامنية في قضاء الحويجة» (غرب كركوك).واضاف ان المسلحين سرعان ما سيطروا ايضا على نواحي النواب والرياض والعباسي الواقعة غرب كركوك، وناحيتي الرشاد وينكجا (جنوب المدينة).

** مصدر: قوات مكافحة الارهاب الكوردية تضرب طوقا حول كركوك

افاد مصدر امني في كركوك مساء الثلاثاء عن دخول قوة امنية خاصة لمكافحة الارهاب قادمة من محافظة السليمانية.وجاء هذا التحرك بعدما افادت الانباء بسقوط قضاء الحويجة الذي يبعد نحو 50 كلم الى الجنوب الغربي لكركوك بيد مقاتلي داعش والمتحالفين معهم.وقال المصدر في حديث لـ"شفق نيوز" ان "القوة القادمة من السليمانية متخصصة في مكافحة الارهاب وسوف تساهم في الخطة الامنية التي وضعت لحماية مركز مدينة كركوك".وأكد أن "الاجهزة الامنية فرضت طوقا امنيا محكما لحماية مركز مدينة كركوك ومن المقرر البدء بعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في المناطق التي استولى عليها".

** البرلمان يتسلم طلبا من رئاستي الجمهورية والوزراء لاعلان حالة الطوارئ بالبلاد

تسلم مجلس النواب العراقي، الثلاثاء، طلبا مشتركا من رئاستي الجمهورية والوزراء لإعلان حالة الطوارئ.وقالت قناة العراقية الرسمية إن "رئاسة البرلمان تسلمت، اليوم، طلبا مشتركا من رئاستي الجمهورية والوزراء لإعلان حالة الطوارئ في البلاد".وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن، اليوم الثلاثاء، إعلان حالة الإنذار القصوى في عموم العراق، وفيما طالب البرلمان بإعلان حالة طوارئ لمواجهة تنظيم "داعش"، دعا الوزارات كافة إلى رعاية الأسر المهجرة.

ويسيطر مسلحون ينتمون لتنظيم "داعش"، منذ ليلة أمس الاثنين، على مبنى محافظة نينوى ومطار الموصل وقناتي سما الموصل ونينوى الغد الفضائيتين، فضلا عن مراكز أمنية ومؤسسات رسمية أخرى، كما انتشروا في الساحلين الأيمن والأيسر من المدينة، فيما تمكن آلاف السجناء من الهروب من سجون بادوش والتسفيرات ومكافحة الإرهاب في المحافظة، بعد سيطرة المسلحين عليها.فيما ذكرت "رويترز"، في تقرير أمني، أن "المحافظ اثيل النجيفي حوصر داخل المبنى لكنه تمكن من الهرب، عندما دحرت الشرطة هجوما شنه مئات من المسلحين بقذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة مثبتة على مركبات".كما انتشر مسلحون تابعون لـ"داعش"، في قضاء الشرقاط شمال تكريت بعد السيطرة على مطار المدينة، وقاموا بإحراق مركزا للشرطة في الساحل الأيسر من القضاء.

المالكي يأمر باعتقال كل عسكري يفر من المعارك وقوات خاصة تتجه للموصل

أمر رئيس الوزراء نوري المالكي الثلاثاء آمري القطعات العسكرية باعتقال فرد امني يفر من المعارك مع مسلحي "داعش".ونقل تلفزيون العراقية في خبر ان "القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وجه آمري القطاعات العسكرية باعتقال كل من يتخلى عن موقعه وإحالته إلى المحاكم العسكرية الميدانية".ويأتي ذلك في وقت ذكرت فيه وزارة الدفاع العراقية ان قوة خاصة اتجهت الى مدينة الموصل لتحريرها من مسلحي "داعش" والمتحالفين معهم.

السيستاني يصدر بياناً عن الاوضاع في نينوى

اصدر مكتب المرجع الديني علي السيستاني بيانا حث فيه القوات العراقية على الصبر في مواجهة المسلحين.وجاء بيان السيستاني بعد سقوط مدينة الموصل بيد "داعش" بعد معارك استمرت اياما عدة رافقها انسحاب مفاجئ للقوات الامنية.وجاء في البيان الذي ورد لـ"شفق نيوز" أن "المرجعية الدينية تتابع بقلق بالغ التطورات الامنية الاخيرة في محافظة نينوى والمناطق المجاورة لها".وطلب نوري المالكي رئيس الوزراء من البرلمان إعلان حالة الطوارئ بعد سيطرة "داعش" على معظم مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق.

واجتاحت "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وحلفاؤها قاعدة عسكرية وأطلقوا سراح مئات السجناء في ساعة مبكرة من الثلاثاء.واضاف بيان المرجعية الدينية انها تشدد على "الحكومة العراقية وسائر القيادات السياسية في البلد ضرورة توحيد كلمتها وتوحيد جهودها في وجه الارهابيين".وقالت إنها تعلن دعمها للقوات الامنية وحثتهم "على الصبر والثبات في مواجهة المعتدين".