TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

الصيد بالصقور فعل تراثي لأهل الإمارات

الصيد بالصقور فعل تراثي لأهل الإمارات

تعد رياضة القنص بالصقور من أشهر أنواع الرياضات التي عرفها أجدادنا، ولا تزال منذ الأزمنة البعيدة وقد توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ويعتبر العرب أول من عرفوا هذه الرياضة رياضة الصقور، وهي الهواية المفضلة لديهم وبعد ذلك انتقلت إلى البلدان الأخرى .

وذكرت الصقور في كثير من القصائد عند العرب، فهم يضربون المثل بعين الصقر لجمالها وحدتها، وكذلك يضربون الأمثال بقوته الخارقة، إضافة لكون الصقر يعتبر رمز القوة ودليلاً على عزة النفس ودائماً يشبه به الرجال، ويزداد الاهتمام بتربية الصقور في دول الخليج العربية شعوباً وحكاماً فتجدهم مغرمين برياضة الصقور إلى وقتنا الحالي .

وبرع أهل الإمارات، خاصة أهل أبوظبي منذ قديم الزمان وحتى الآن، في معرفة حسن آداب وتدريب وترويض الصقر ومعاملته وتوارثوها جيلاً بعد جيل، وأصبحت لهم وسائل خاصة بهم في التدريب تعتبر من أحسن الطرق بين مثيلاتها عند أصحاب الهواية والممارسين لهذه الرياضة في العالم، حيث تعتبر رياضة الصيد بالصقور من الرياضات المحببة بدولة الإمارات، وجزءاً لا يتجزأ من تراث عريق، يمتد إلى مئات السنين، ورياضة الصيد بالصقور أو ما يعرف محلياً بالقنص، تمثل جانباً مهماً من حضارة وتراث العرب، حيث عرف الصيد بالصقور منذ القدم ومارسه الإنسان بغرض الحصول على القوت اليومي إلى جانب ممارسته كرياضة وهواية في بعض بقاع العالم التي نشأت فيها حضارات ومستوى من المعيشة مرتفعاً نسبياً .

وتنال رياضة الصيد بالصقور في الإمارات اهتماماً خاصاً، بفضل اهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي سار على نهج المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال، رحمه الله إن الصيد بالصقور رياضة مهمة ووسيلة من الوسائل التي تعلم الصبر والجلد والقوة، كما أنها تعتبر لوناً من ألوان التغلب على الخصم بالذكاء والقوة وكيف أن هذه الرياضة تظهر ابن البادية بما وهبه الله من فطرة ومقدرة على تأنيس هذا الطير الجارح وتأديبه يأمره فيطيعه ويناديه فيحضر مسرعاً إليه .

ويبدأ موسم الصيد في دولة الإمارات العربية المتحدة كمثله في دول الخليج العربية في فصل الخريف، حيث تبدأ طيور الحبارى بالهجرة إلى مواطن تكاثرها من أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول، وينتهي في شهر مارس/آذار، عندما تبدأ حرارة فصل الصيف، ويستطيع الصقارون التعرف إلى بدء موسم الصيد، مع بدء طلوع نجم سهيل حيث تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض، وتصاحب ذلك تغيرات طبيعية حيث يلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية، وانخفاض درجة حرارة المياه، وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة، وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة باللفو كما تعرف عملية هجرة الطيور في طريق مناطق الإشتاء وعودتها إلى مواطن تكاثرها بالعبور .

وكان الصقارون العرب يصطادون بالصقور التي يأسرونها خلال مرورها في شبه الجزيرة العربية في بداية فصل الشتاء في طريق هجرتها جنوباً، ويستخدمون كل المهارات وفنون الصيد لترويض الصقر البري ليصبح صياداً ماهراً ومرافقاً جيداً في غضون أيام، ومع انتهاء موسم الصيد كان يتم إطلاق

الصقور إلى البرية مرة أخرى، أما في حالات التدريب العادية فيقوم المدرب بتعليم حر أو شاهين كل موسم، ولكن يستطيع المدرب الجيد صاحب الحنكة والتجربة الطويلة تدريب اثنين من الطيور في وقت واحد، والمعروف أن الحر أو الشاهين يحتاجان في تدريبهما إلى وقت يتراوح ما بين 30 و40 يوماً، يستطيع بعدها أن يعرف صاحبه وسماع ندائه وتلبية أوامره .

ومن أهم الخصائص التي يجب أن يتحلى بها الصقار الماهر، مراعاة دقة التدريب وتحليل مميزاته بالنسبة لحالة صقره ومعرفة الفرق بين كل صقر وآخر، لأن جميع الصقور المدربة تدريباً حسناً تصيد، ولكن هناك فرقاً في طريقة كل صقر في اصطياده لطرائده، فهناك صقور تحب مهاجمة الطرائد في الجو، وتجيد مناورتها أثناء التحليق والطيران، وتعرف كيف تجهد صيدتها في الجو، وتتحين الفرصة لاقتناصها، وهناك صقور تحب المهاجمة والمطاردة من أعلى إلى أسفل أي الانقضاض على الطريدة، وهي على الأرض، وتعرف كيف ترهبها وتفقدها مقاومتها، إلى أن تستطيع الفوز بها، وهناك صقور تخشى مهاجمة الطرائد وهي على الأرض، خاصة طير الحباري، لأن الصقر يخشى عض أرجلها القوية، أو أن تقذفه بسلاحها القوي اللزج الذي يسميه أهل البادية طمل .

أما المنقلة أو المنجلة، فهي الدرع الواقية للصقار من مخالب الصقر وبها يحمل طيره على يده طوال الوقت، وهي عبارة عن قطعة من القماش السميك محشوة من الداخل بالخيش أو القماش الطري المكسو من الخارج بالمخمل والفتحتان مكسوتان بالجلد الطري أو البلاستيك الرقيق والمنجلة في مجمل صنعها سميكة وقوية تحمي يد الصقار، كما أنها لينة لا تؤذي مخالب الطير .

والسبوق عبارة عن خيط سميك ملون، وأحياناً يصنع من البلاستيك الطري القوي وطوله نحو ثلاثين سنتيمتراً، وهو من قطعتين متساويتين في الطول ومن أحد طرفيه تربط رجل الطير والطرف الآخر يثبت في المرسل الذي يكون مربوطاً في الوكر أو في المنجلة، والمرسل هو الجزء الثاني المكمل لإحكام القبض على الطير من الوثوب أو الهرب وهو خيط سميك أيضاً وطوله نحو 120 سنتيمتراً، وهذا الخيط من ثلاثة أجزاء يفصل بينها مشبك من الحديد بمنتصفه صامولة قلاووظ من الحديد تدور في كل اتجاه ومركزها ثابت وفائدة هذه الصامولة التي تربط بين وصلتي المرسل أنها تسمح للصقر أن يتحرك في أي اتجاه وينزل من وكره أو يد حامله من دون أن يصاب بأذي في رجليه، والوكر هو مجثم الصقر الذي يربطه صقاره فيه للراحة أو النوم وهو عبارة عن وتد من الحديد مكسو في منتصفه بالخشب المزخرف وقمة الوكر أسطوانية الشكل محشوة من الداخل بالقش الطري ومكسوة من الخارج بالمخمل أو الجلد الطري، وذلك حتى يستطيع الصقر أن يقف عليها مدة طويلة من دون أن يشعر بالتعب أو الضيق .

المصدر: جريدة الخليج