TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

شقة بـ 95 مليون دولار في برج التجارة العالمي تغير سماء نيويورك "صور"

شقة بـ 95 مليون دولار في برج التجارة العالمي تغير سماء نيويورك "صور"

في نيويورك أمامك فرصة للسكن في شقة لكن المشهد قد يكلفك 95 مليون دولار، لأنها ضمن أعلى برج سكني في الأمريكتين. لكن أحدث إضافة إلى خط السماء المشهور في مانهاتن أثار عاصفة من الجدل.

المبنى، الذي ترفرف عليه الأعلام الأمريكية ولا يزال قيد الإنشاء الذي يحمل رقم 432 في بارك أفنيو، يحلق فوق منطقة ميدتاون، ملقيا بظلاله فوق سنترال بارك ومتاجر الأزياء الشهيرة في ماديسون أفنيو.

وبحسب «الفرنسية» يبلغ ارتفاع البرج 1396 قدما (425.5 متر)، وهو من تصميم المهندس المعماري النجم رافائيل فينولي، وهو من أوروجواي، وهذا يجعله أعلى من ارتفاع مبنى الإمباير ستيت بأكثر من 1250 قدماً – وإن كان يطغى عليه مبنى مركز التجارة العالمية، الذي يصل ارتفاعه إلى 1776 قدما، بما في ذلك هوائي بارتفاع 408 أقدام وذلك نقلا عن الاقتصادية

شركة التطوير العقاري سي آي إم جروب، ومقرها لوس أنجلوس، باعت منذ الآن أعلى شقة مقابل 95 مليون دولار، وباعت 50 في المائة من الشقق، بأسعار تبدأ من 17 مليون دولار، قبل موعد افتتاح المبنى رسميا، والمقرر في ربيع عام 2015.

المشهد – الذي تم تسويقه من خلال طائرة مروحية – يعرض مناظر تمتد من سنترال بارك إلى المحيط الأطلسي وولاية كونيتيكت.

وهو ليس وحده في هذا. هناك سلسلة من البنايات فائقة الارتفاع وفائقة الفخامة أخذت بالظهور، ولا تزال قيد التطوير، وسيعمل ظهورها على تغيير مشهد سماء ناطحات السحاب في نيويورك إلى الأبد.

قال روبرت ناكال، وهو من أبرز وسطاء العقارات في نيويورك، ورئيس مجلس إدارة شركة ماسي ناكال للخدمات العقارية: "هذه المباني تجتذب مجموعة محددة للغاية من المشترين، الذين تبين أنهم في غاية النشاط والإقدام وجيوبهم عامرة بالمال إلى حد كبير".

لكن ليس الكل سعيدا بذلك. في مقال افتتاحي في الفترة الأخيرة في نيويورك أوبزيرفر، شكا الكاتب من "التجربة الجهنمية"، و"تفجيرات الديناميت"، و"صرير الآليات الذي لا ينقطع"، الذي يضطر السكان والعاملون في المكاتب إلى تحمله من المشاريع الضخمة قيد التنفيذ.

سفن الأشباح

يشكو المعترضون من أن قوانين المدينة لا تسمح بعملية للمراجعة العامة في منطقة ميدتاون، وأن المباني التاريخية يجري هدمها نتيجة لذلك، وأن أصحاب المليارات يدفعون كل شخص للخروج من المنطقة.

ويقول أليكس هيريرا، مدير الخدمات الفنية في "مؤسسة المحافظة على المعالم التاريخية لنيويورك": "أعتقد أن الموضوع مثير للجدل إلى حد كبير. لم نشهد قط في حياتنا أي شيء من هذا القبيل".

فندق دريك، الذي يعود إلى فترة العشرينيات من القرن الماضي، حيث أقام فيه فرانك سيناترا، ومحمد علي، وجودي جارلاند، وجيمي هندريكس، تعرض للهدم من أجل إفساح المجال لإقامة المبنى رقم 432 في بارك أفنيو.

يطلق هيريرا على هذه الأبراج الضخمة وصف "السفن الأشباح" التي يشتريها أصحاب المليارات الدوليين من باب الاستثمار، والذين لا يزورونها إلا لمدة أسبوعين في السنة، ويبلغ من ارتفاعها أنها تلقي بالظلال على ميدان سنترال بارك.

خلال بضع سنوات، سيطغى مبنى آخر على مبنى 432 في بارك أفنيو، حيث إن العمل يجري على قدم وساق لبناء برج أعلى، وتقوم بتنفيذه شركة إكستيل للمشاريع العقارية على الزاوية، عند الشارع السابع والخمسين.

وسبق لشركة إكستيل أن أنشأت مجمعاً سكنياً بارتفاع 90 طابقاً، من تصميم المهندس الفرنسي الشهير كريستيان دو بورتزامبارك، على الشارع نفسه.

نتيجة لذلك، فإن شركة ستاينوي وأولاده، وهي من أشهر الشركات في العالم لصناعة البيانو، سوف تغادر المنطقة بعد أن باعت معرضها المشهور الذي يعود إلى عام 1925، حيث كان يتدرب فيه الموسيقار رحمانينوف، إلى مجموعة جيه دي إس للتطوير العقاري، مقابل 46 مليون دولار.

وقال هيريرا: "إن هذا يعمل بالتأكيد على تغيير خط السماء لمدينة نيويورك، وهو بالتأكيد سيعمل على تغيير طابع الشارع السابع والخمسين، الذي كان شارعاً طريفاً لغرابته، ولما فيه من المعارض الفنية ومحال البيانو".

"أما الآن فهو شارع أصحاب المليارات الذين لا يعيشون فعلاً في المدينة." في السنة الماضية انتخب أهل نيويورك العمدة الديمقراطي بيل دو بلاسيو، على خلفية برنامج يراعي المزيد من المساواة بعد أن توسعت الفجوات في الدخول بين الفئات المختلفة أثناء فترة السنوات الـ 12 التي قضاها الملياردير مايكل بلومبيرج في منصب عمدة المدينة.

تشجيع الاقتصاد المحلي

لدى دو بلاسيو خطة طموحة للمساكن بأسعار ميسرة، بعد أن أخذ المهنيون المحترفون من الطبقة الوسطى يغادرون مانهاتن، وفي الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى أن 21 في المائة من سكان نيويورك يعيشون في حالة من الفقر.

كما أن نيويورك ليست العاصمة، ورغم أنه تتم المحافظة على المباني التاريخية، إلا أنها في الأساس مدينة للأعمال مدفوعة بتحقيق الأرباح.

يريد هيريرا أن يتم تصنيف الشارع السابع والخمسين من المعالم التاريخية، من أجل حماية المباني التاريخية الأخرى. ويقول: "إن ما نسعى إليه هو تحقيق التوازن." لكن ناكال يصر على أن هناك نوعاً من التوازن، وينسب إلى لجنة التخطيط في المدينة الفضل في تنفيذ "عمل رائع" بخصوص التخطيط العمراني للمناطق".

ويقول إنه حتى لو لم يقم السكان من أصحاب المليارات بقضاء العام بكامله في المدينة، إلا أنهم يظلون مع ذلك يدفعون ضرائب المسقفات (الضرائب على العقارات)، ولا يستهلكون الخدمات العامة.

ويضيف: "الناس الذين يقيمون في هذه الشقق هم على الأرجح ينفقون مالا أكثر ويحقنون المزيد من الدولارات في الاقتصاد المحلي، على نحو يفوق ما يدفعه ساكن نيويورك في المتوسط على مدار العام". لكن الأفراد من الجمهور هم في أحسن الأحوال منقسمون حول أعمال التوسعة. يقول كثير منهم: إن الأشخاص فائقي الغنى اكتسبوا الحق في العيش وشراء ما يحلو لهم، وهم يعتبرون أن ناطحات السحاب هي رمز للمكانة.

لكن يشعر آخرون بالاغتراب نتيجة لمظاهر البذخ والثروة، التي تضغط على ميزانيات العاملين في القطاع الخاص والعاملين المبتكرين. يقول لورنس بوجار، مستشار إدارة الثروات، الذي يعمل في نيويورك ولكنه يعيش في نيوجيرسي المجاورة: "أعتقد أن من السخيف تماماً أن تنفق هذه الكمية من الأموال كي تعيش هناك." ويضيف: "بإمكانك إنفاق المال لشراء عقارات أفضل من ذلك بكثير".